كان يمكن لهذا البحر أنْ يكونَ أصفرَ
لو غسلتِ شعرَكِ في موجِهِ
وأنا
سأُصدّقُ أنكِ من حورياتِ الجنِّ
إذْ لا شَبَهَ بمثلِكِ في هذي الأرضِ
الموسيقى لا تكفي
كي ترقصي مع موجةٍ هائمةٍ
أو حوتٍ أحدبَ
الملحُ والزُّرقةُ سجينانِ أمامَ عينيكِ
تعالي نَعُدُّ خطايا البحرِ
ثم نعودُ عاشقَيْنِ: نمحو ونلوّنُ
اكتبي عن الجنونِ
والشعرِ
والرحيلِ
لعلَّ نجمة تخرجُ من البروازِ
وتضيءُ الأفقَ
لا تفسيرَ لظواهرِ الكونِ
وقوانين الجاذبيةِ
دونَ عينيكِ
قولي للصباح أن يتأخَّرَ قليلاً
لم نكتفِ من أغنياتِ الليلِ
وحكاياتِ الحُبِّ
قولي له أنْ يتأخَّرَ
أنا واقفٌ أمام أغنيةٍ أخيرةٍ للبحرِ.
وكأنّ المدى لم توقظْهُ أصواتُ البحّارةِ بعدْ
كأنّ المدى
غيرُ قادرٍ على فكّ ضفائرِهِ أمامكِ
للصبحِ سؤالانِ
لم يعرفْهُما من قبلُ إنسان.
وأنا أكتبُ قصيدتي الجديدةَ
سألتُ امرأ القيس عن موج البحرِ
وعن طللٍ لم يتهدَّمْ بعدُ
كان في نقاشٍ حادٍ مع قتلةِ أبيه!!
البحرُ أصفرُ..
قبل أن تَسكنَهُ الحورياتُ
الرملُ أصفرُ..
قبل أن تناميْ على ذراعيهِ
الليلُ كان أصفرَ..
قبل أن تُغويَه «بناتُ نعشْ»
ماذا تريدُ القصيدة من شاعرٍ
نسيَ اسم حبيبته
في مقدمته الطلليةِ
ماذا تريد القصيدةُ مني وأنا
أسكنُ كهف الغوايةِ
الكلمات حائرةٌ بين أصابعي
والنارُ ازدادَ لهبُها كلما أطفأتُها بماء البحر.
كان يُمكن لهذا الكونِ أن يكون أصفرَ
لو سَرّحتِ شعرَكِ أمام مرآته المكسورةِ
كان يمكن أن أعرف خطأ الأشجارِ
لو كانت علبةُ الألوانِ في يدي
كان يُمكنُ...
خالد المعمري شاعر وأكاديمي عماني
0 تعليق