أنشودة الشعر - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

مرة أخرى داهمني الشعر،

شعر ناعم كالرأفة.

لا أعرف من أين أتى!!

من السهول والبراري،

أم من أعماق قلب المدينة.

من أعالي الجبال،

أم من بلل شفة الحبيبة.

***

مرة أخرى داهمني الشعر،

شعر خشن كالغضب.

لا أعرف متى أتى!!

أفي فجر ليالي الخريف،

أم في منتصف ليل الشتاء البارد.

أفي مساء نهارات الربيع،

أم في ظهر قيظ الصيف.

***

مرة أخرى داهمني الشعر،

شعر جميل كالبساطة.

لا أعرف كيف أتى!!

متدثرا كان، مثل الملك،

أم عاريا كالمتسول.

نشطا ومتعجلا،

أم متوكئاً على العكاز.

***

مرحبا بقدومك أيها الشعر،

لتكن يداك،

لتكن أصابعك مفعمة بالخير.

بك توترت المنطقة،

أشعلتَ الثلوج،

والنار تدفأت قليلا.

أضجرت الريح،

ملأت بيتها بالغبار،

لملمت نفسها، ذهبت ولم تلتفت.

صفرتَ للجبل،

التفت وسقط على ظهره،

متكئاً على أشجار حافة الوادي.

***

مرحبا أيها الشعر،

أي أدوية في جعبتك،

لعلاج دائي؟

داء ذوبان الحجر..

وهجرة الجبل إلى الصحراء.

داء تجمد النار.. واختفاء الموقد.

داء تصلب الريح.. واضمحلال الغابة.

داء التلعثم.. وتعكر اللغة.

داء تساقط الشعاع.. وقفر الشوارع.

داء كسر القلم.. وضياع الرسائل.

داء عدم إشباع الخبز.

داء عدم تبلل الماء.

داء الكفاح السري للجوع.

داء..

داء..

داء النضال العلني للنهب.

***

أيها الشعر، متى تدعني وشأني؟

_ لا أدعك!

كيف أدعك!!

نهارا، إن كنت بلا عمل،

تلون الريح كالمجنون.

ليلا، إن كنت تتضور جوعا،

تقضم الظلام.

إنك تهوى حقول الشوك،

وتسرح الفراشات.

ترعى الحباحب.. في جيوبك.

ما أن يدهمك الحزن،

حتى تبدأ بزرع شتلات الأغاني،

وتنظيم جداول الرقص.

_ لا أدعك!

أنت تتحين الفرص لتشغيل مخيالك،

وتحرث الأرض والسماء.

تخلط الصوت واللون،

وتصنع عصير الطعم والرائحة.

تعقد السلم بين الماء والنار،

تتصافحان، وتصفق لهما.

تبدل اليمين واليسار،

وتعدل المرتفعات والمنخفضات.

كالمجنون..

تقلب الدنيا عاليها ناصيها.

كيف أدعك؟

لا لن أدعك!!

لا لن أدعك!!

السليمانية/ كانون الثاني 2024

أخبار ذات صلة

0 تعليق