أسهم في تحليل أداء الطلبة واقتراح التحسينات المناسبة
أحدثت الثورة الحديثة لتقنية الذكاء الاصطناعي تحولا كبيرا في نظام التعليم في مدارس سلطنة عمان، حيث أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الاتجاهات الحديثة التي تحظى باهتمام متزايد في الوقت الراهن، ويعود ذلك إلى الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يحققها في تحسين وتطوير العملية التعليمية وأساليب التدريس، ولتسليط الضوء على تطبيقات هذا النظام الحديث، أجرت "عُمان" لقاءات مع عدد من المعلمين بالمدارس التي قطعت خطوات كبيرة في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أسهم بشكل كبير في إثراء وتطوير منظومة التعليم بشكل مستمر.
قال الأستاذ أسامة الشريف، معلم تقنية المعلومات في مدرسة التجهيز العلمي الخاصة: إن الذكاء الاصطناعي يتم تطبيقه في تحليل بيانات أداء الطلبة لتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، مما يسهم في تقديم دروس مخصصة تلبي احتياجات كل طالب على حدة، كما أن التعليم الذكي عبر الذكاء الاصطناعي يُستخدم في إنشاء اختبارات تفاعلية وتصحيحها بشكل فوري، بالإضافة إلى توفير محتوى تعليمي ديناميكي مثل الفيديوهات التفاعلية والألعاب التعليمية.
وتطرق الشريف إلى عدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدارس، مثل أنظمة التعلم التكيفية (Adaptive Learning Systems) التي تقدم خططا تعليمية مخصصة استنادا إلى مستوى الطالب وأدائه، كما أشار إلى تطبيقات المساعد الافتراضي مثل (ChatGPT) التي تدعم الطلبة في فهم المفاهيم وصياغة الإجابات، وكذلك تطبيقات تعلم اللغات مثل (Duolingo) التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتحسين مهارات اللغة بناء على أداء المستخدم، كما تحدث عن أنظمة الواقع المعزز والافتراضي التي توفر بيئات تعليمية تفاعلية في مواد مثل العلوم والرياضيات.
وأكد أسامة أن تفاعل الطلبة مع أدوات الذكاء الاصطناعي عادة ما يكون إيجابيا للغاية، مشيرا إلى أن التكنولوجيا الحديثة تثير فضولهم وتجذبهم للتعلم، خصوصا عندما تكون الأدوات التعليمية تفاعلية وسهلة الاستخدام، وأضاف إن الطلبة غالبا ما يظهرون إبداعا وابتكارا عند استخدام أدوات مثل تطبيقات البرمجة أو الواقع المعزز، كما أن الذكاء الاصطناعي يعزز مهاراتهم في حل المشكلات والعمل الجماعي، مما ينعكس بشكل إيجابي على أدائهم الأكاديمي وثقتهم بأنفسهم.
وأشارت الأستاذة رقية الحديدية، معلمة تقنية المعلومات في مدرسة أم المنذر الأنصارية للتعليم الأساسي، إلى أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في التعليم لتوفير تعلم شخصي وتقييم تلقائي، بالإضافة إلى تحسين المحتوى التعليمي، وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي يسهم في إنشاء مساعدين افتراضيين للإجابة على أسئلة الطلبة وتحليل البيانات لتحسين الأداء التعليمي.
وأضافت الأستاذة رقية: إن الذكاء الاصطناعي يسهم في إثراء العملية التعليمية من خلال تخصيص التعليم وتوفير محتوى يتناسب مع مستوى واحتياجات كل طالب، كما يسهم في التقييم الفوري من خلال تحليل أداء الطلبة واقتراح التحسينات المناسبة، مشيرة إلى استخدامه في التعلم التفاعلي، حيث يقدم تجارب تعليمية ممتعة عبر تطبيقات وألعاب تعليمية، كما يساعد المعلمين في تقليل الأعباء الإدارية، مثل تصحيح الاختبارات وإعداد خطط الدروس، مما يتيح مزيدا من الوقت للتركيز على العملية التعليمية.
وأكدت رقية أن تفاعل الطلبة مع هذه التطبيقات أصبح إيجابيا بشكل ملحوظ، حيث تكسر هذه الأدوات روتين الحصة التقليدية، مما يمنح الطلبة فرصة أكبر للمشاركة، وأضافت: إن الذكاء الاصطناعي يتيح للطلبة ضعيفي المستوى أو الخجولين بيئة تشجيعية تساعدهم على التفاعل، كما يعزز من قدراتهم على العمل الجماعي والفردي على حد سواء.
بينما علّقت الأستاذة سلامة الريامية، معلمة تقنية المعلومات في مدرسة أم الخير للتعليم الأساسي، على أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم، مشيرة إلى أنه يساعد في توفير تجربة تعلم مخصصة تتناسب مع احتياجات كل طالب بشكل فردي، كما يمكّن المعلمين من متابعة تقدم الطلبة وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، مما يسمح باقتراح محتوى تعليمي مناسب، كما أكدت أن هذه التقنية تتيح ابتكار ألعاب تعليمية أكثر جذبا، مما يشجع الطلبة على التفاعل مع المواد الدراسية ويجعل التعلم أكثر مرونة.
وأشارت الأستاذة سلامة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن الطلبة من الوصول إلى المحتوى التعليمي في أي وقت ومن أي مكان، كما يسهل على المعلمين إعداد الاختبارات والأنشطة وتقييم أداء الطلبة، وتطرقت إلى الدور الكبير للذكاء الاصطناعي في مساعدة المؤسسات التعليمية في إدارة وتحليل كميات ضخمة من البيانات المتعلقة بالطلبة، مما يعزز اتخاذ قرارات استراتيجية تتعلق بتطوير المناهج الدراسية، وتخصيص الموارد، وتحسين بيئة التعلم بشكل عام.
وفيما يتعلق بتجربتها الشخصية، قالت الأستاذة سلامة: من خلال تجربتي في تدريس المنهج الجديد في الصف الحادي عشر، الذي يشمل العديد من الموضوعات حول الذكاء الاصطناعي، ولاحظت تفاعلا كبيرا من الطالبات مع برامج الذكاء الاصطناعي، وكان لديهن حماس كبير للتعلم الذاتي ومحاولة البحث عن تطبيقات وبرامج جديدة في هذا المجال، كما لاحظت تحسنا ملحوظا في مهاراتهن وزيادة في التفاعل بشكل عام، وبالطبع، كان تفاعل الطلبة مع أدوات الذكاء الاصطناعي إيجابيا إلى حد كبير.
ووصفت الأستاذة فاطمة الرواحية، معلمة فنون تشكيلية في مدرسة أروى بنت عبدالمطلب للتعليم الأساسي، تفاعل الطلبة مع أدوات الذكاء الاصطناعي أنه إيجابي للغاية، حيث أبدى معظمهم اهتماما وتفاعلا كبيرا مع هذه الأدوات نظرا لطابعها التفاعلي والجذاب، وأشارت الأستاذة فاطمة إلى تحديات قد يواجهها بعض الطلبة في بداية استخدام الذكاء الاصطناعي، موضحة أن البعض قد يشعر بالتحدي في البداية بسبب تعقيد التقنية، ولكن مع التدريب والدعم المستمر، يتحسن التفاعل بشكل كبير.
من جهتها، أشارت الأستاذة ليلى الخروصية، معلمة تقنية معلومات في مدرسة أروى بنت عبدالمطلب للتعليم الأساسي، إلى إبداع طالباتها في استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث قالت: الطلبة يظهرون إبداعا لافتا في استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، خاصة في توليد الصور، بعد تنفيذ حلقة عمل على عدة برامج لتوليد الصور، ولاحظت أن مجموعة كبيرة من الطالبات لديهن خبرة وإبداع في استخدام هذه الأدوات بشكل مميز، حيث تمكنَّ من توليد صور رائعة، كما لاحظت تردد الطالبات المتواصل على قاعة الحاسوب لإنجاز المهام الصعبة في بعض المواد الدراسية، مثل كتابة تقارير باستخدام برنامج ChatGPT، كما أن العديد من الطالبات يستخدمن مواقع الذكاء الاصطناعي للتحقق من إجاباتهن وحل الواجبات، بالإضافة إلى استخدام برامج مثل Canva وChatGPT بشكل مستمر.
وأوضحت الأستاذة أن هذه الأدوات تساعد الطالبات في تحسين تجربة التعلم وجعلها أكثر تخصيصا وتفاعلا، مما يعزز فهمهن ويزيد من رغبتهن في التعلم، وأضافت إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل هو أداة قوية تسهم في تحويل التعليم إلى تجربة شاملة وممتعة، تُعد الطلبة لمستقبل مليء بالفرص والإنجازات.
0 تعليق