خبراء: تحالف كوبا مع روسيا" ليس كافيا للموافقة "على انضمامها لمجموعة البريكس - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هافانا"وكالات": من المتوقع أن يحضر الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل اجتماعا لمنظمة للاقتصاديات الناشئة الكبرى في وقت لاحق من هذا الشهر في روسيا، وذلك عقب أن طلبت كوبا الشراكة في المنظمة كطريقة جديدة للسعي للحصول على المساعدات والقروض من أجل اقتصادها المتعثر.

ونقلت صحيفة ميامي هيرالد عن السفير الروسي في هافانا فيكتور كورونيلي القول مؤخرا لوكالة أنباء روسية إن كوبا أرسلت طلبا رسميا للانضمام في خطاب للرئيس الروسي فلادمير بوتين، الذي يترأس مجموعة البريكس هذا العام. وأضاف أن دياز كانيل تلقى دعوة للمشاركة في الاجتماع.

وفي وقت لاحق أكد كارلوس بيريرا، المسؤول البارز بوزارة الخارجية الكوبية، إرسال الخطاب في منشور عبر منصة " اكس". وقال إن مجموعة البريكس لها "دور رئيسي في الساحة الجيوسياسية العالمية، كما أنها تعد أملا للدول الواقعة في الجنوب".

وتسعى مجموعة البريكس، التي شكلتها رسميا البرازيل وروسيا والهند والصين عام 2009، لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول النامية، كما أنها تطالب بإقرار نظام عالمي أقل هيمنة من جانب الدول الغربية.

وانضمت جنوب أفريقيا للمجموعة خلال عام 2010، كما انضمت خمس دول جديدة. ورفضت الارجنتين أن تصبح عضوة بالمجموعة، ولكن عدة اقتصاديات كبرى أخرى ودول متوسطة الدخل مثل تركيا وماليزيا وتايلاند أعربت عن اهتمامها بالانضمام للكتلة.

وقدمت كوبا طلبا لتصبح شريكة، وهي الخطوة التي تسبق العضوية الكاملة التي تتيح للدول التعرف على المنظمة، ومن المحتمل أن تتلقي دعوة للانضمام كأعضاء لاحقا.

وتحاول القيادة الكوبية الاستفادة من عقود من الدعوة لايجاد " نظام عالمي جديد متعدد الأطراف" و تحالفها السياسي والعسكري المقرب من بوتين للحصول على بعض المميزات التي تصاحب وضع الشريك بالمجموعة، مثل الحصول على أموال من بنك التنمية الجديد التابع للبريكس.

وقال جون كافولتش، رئيس مجلس التجارة والاقتصاد بين أمريكا وكوبا " الانضمام للمجموعة يمنح القيادة الكوبية قناة رسمية أخرى لتطلب من حكومة ما المساعدة.

وأضاف" إذا كانت هناك قناة يمكن للقيادة استخدامها لطلب المساعدة، فإنها سوف تستخدمها". وقال " كوبا لا تريد الانضمام للبريكس لأنها توفر لها وسيلة لجميع التغييرات الاقتصادية التي تحتاج لإجرائها. إنها تحاول أن تجد بعض الحكومات التي تمنحها أموالا بحيث لا يتعين عليها أن تجرى أي من تلك التغبيرات".

وتعتمد حكومة كوبا بصورة متزايدة على المساعدات الأجنبية للحصول على الطعام والأدوية للمواطنين، والاستمرار في عمل الخدمات العامة، وذلك في ظل استمرار تدهور الاقتصاد. وفي ظل عدم عودة قطاع السياحة لما كان عليه قبل جائحة كورونا، والدعم النفطي الأقل القادم من فنزويلا، وزيادة الضغوط المالية الناجمة عن العقوبات الأمريكية، والتردد العميق تجاه فتح الاقتصاد أمام الاستثمار الأجنبي، تجد الحكومة الكوبية نفسها مكبلة بالديون بصورة متزايدة ولديها مصادر أقل للنقد الأجنبي.

ويبدو أن القادة العسكريين والمتشددين في كوبا يراهنون على روسيا لتكون منقذة البلاد، على الرغم من أن بوتين لم يقدم بعد دفعة اقتصادية قوية لكوبا. ومن خلال علاقاتها مع روسيا، منحت كوبا " صفة مراقب" في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يضم روسيا وبيلاروس وثلاث دول أخرى كانت تابعة في الماضي للاتحاد السوفيتي خلال عام 2020، ولكن كوبا لم تحصل إلا على مكسب ضئيل من هذه الخطوة حتى الآن.

وعلى الصعيد السياسي، أعربت كوبا عن دعمها لروسيا بصورة لا لبس فيها.

وبينما تمتنع كوبا أساسا في عمليات التصويت في الأمم المتحدة التي أدانت التدخل الروسي في أوكرانيا، فإنها تحالفت لاحقا بصورة كاملة مع بوتين. وفي زيارة خلال مايو الماضي في يوم النصر بروسيا، أعرب دياز كانيل لبوتين عن تمنياته له " بتحقيق النجاح في العملية العسكرية الخاصة" مستخدما المصطلح الذي تطلقه موسكو على التدخل العسكري. كما استغل دياز-كانيل الزيارة لكي يبرز لمضيفه " الظروف المليئة بالتحديات والصعبة " التي تواجهها كوبا.

واستقبلت السلطات الكوبية في يونيو الماضي غواصة نووية روسية في ميناء هافانا، حيث تعد الأولى التي تصل الميناء منذ الحرب الباردة.

وربما تأمل كوبا في أن تكون هذه الدلالات كافية للحصول على دعم روسيا لترشيحها، الذي ربما يكون متطابقا مع رؤية روسيا تجاه توسيع مجموعة البريكس بصورة كبيرة، واستخدامها من أجل تطبيق أجندتها المناهضة للغرب. مع ذلك، يعتقد الخبراء أن مسألة الانضمام غير محسومة بسبب التنوع المتزايد للمجموعة وافتقار كوبا للسلع الملموسة لطرحها أمام المجموعة.

وقال كافلوتش " كوبا لا تجلب أي شيء لإضفاء مزيد من الشرعية على البريكس ". وأضاف" إذا وصل ميجيل دياز كانيل إلى اجتماعات البريكس، وقال هذا مثال رائع للتضامن"، " لن يهتم معظم المشاركين بذلك لأنهم ليسوا هناك من أجل التضامن، ولكن من أجل الأموال".

ويبدو أن دولا أخرى أعضاء بالمجموعة مثل الهند مهتمة بالحفاظ على الثقل الاقتصادي للمجموعة وتنويع التجارة أكثر من إنقاذ الدول المفلسة.

وحتى الدول الأعضاء الأخرى التي تربطها علاقات وثيقة مع كوبا، ربما تقرر معارضة شراكة كوبا هذه المرة.

وعلى الرغم من تحالفها السياسي والعسكري المقرب مع كوبا، فإن الصين لم تقدم مساعدات أو استثمارات كبيرة خلال الأعوام الأخيرة، لأن الحكومة الكوبية لم تتمكن من دفع ديونها أو إصلاح الاقتصاد المركزي التخطيط، والذي يتسم بعدم الكفاءة.

ويعتقد كافولتش أن العقود التي أمضتها كوبا في الترويج لحركة عدم الانحياز لتقويض القيادة الأمريكية في العالم لن تحقق لها منفعة كبيرة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق