سوريا.. فصل جديد من خراب العالم العربي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
لا يمكن قراءة الأحداث التي بدأت يوم الجمعة الماضي فـي سوريا بمعزل عن بقية أحداث الشرق الوسط، إن الأمر يبدو الآن أكثر ترابطًا ويكشف عن تحالفات إسرائيلية وإقليمية وغربية «لإعادة رسم خريطة المنطقة» أو رسم الشرق الأوسط الجديد وفقا للتعبير الإسرائيلي الذي تكرر كثيرا منذ بدأت الحرب على غزة ولبنان.

إن تحريك مقاتلي هيئة تحرير الشام للسيطرة على مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية من حيث المساحة والأهمية بعد يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله بوساطة أمريكية وفرنسية يكشف عن أهم أهداف إسرائيل من عملية وقف إطلاق النار والمتمثلة، وفق السياسة الإسرائيلية، فـي قطع جميع خطوط الإمداد على حزب الله القادمة من إيران، وفق الرواية الإسرائيلية، وعودة القتال فـي سوريا وإثارة الفوضى والرعب يسهل على إسرائيل استهداف العمق السوري سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها فـي التنظيمات الإرهابية.

تبدو إسرائيل مستمرة فـي تنفـيذ سياستها العميقة لبناء شرق أوسطي جديد عبر تفتيت «محاور المقاومة» وإضعافها وإشغالها بالصراعات حتى تستطيع التفرغ لمعاركها الكبرى خلال المرحلة القادمة وفقا للإستراتيجية التي تتحدث عنها إسرائيل منذ سنوات والتي تجد الآن فرصة كبيرة لتنفـيذها فـي ظل الحكومة اليمينية المتطرفة وكذلك الاستقطاب الحاصل الآن بسبب الحرب القائمة على قطاع غزة.

إن سوريا الآن فـي أمسّ الحاجة الآن لدعم عربي يحفظ أمنها واستقرارها عبر ضغط عربي على أمريكا وقوى إقليمية ضالعة فـي أحداث سوريا.

ولا يخفى أن تجدد الصراع فـي سوريا له تداعيات إقليمية أوسع؛ وبالنسبة للدول العربية المحيطة من شأنه أن يقود إلى صراع أوسع إذا لم يكن على المدى الحالي فإنه قادم على المدى القريب فـي ظل تحولات عميقة فـي المنطقة من شأنها أن تعيد -فعلا- رسم خارطة المنطقة ويعقد البيئة الأمنية فـي منطقة الشرق الأوسط ويعيد تمركز الجماعات المتطرفة التي تسيُّرها قوى عالمية وإقليمية لم تعد خافـية على أحد.

إن الحل الأمثل الآن يتمثل فـي تعاون دولي من أجل القضاء على أسباب ظهور الجماعات المتطرفة فـي سوريا وحماية هذا البلد العريق الذي عانى طوال العقد الماضي من ويلات الحروب والضياع والتشرد تحت عناوين لا قيمة جوهرية لها سوى أنها ضرب للوطن وتشريد لسكانه وانتهاك لحقوق الإنسان وكرامته بغض النظر عن مصدر ذلك الانتهاك.. وحان الوقت لصحوة عربية تعي المخطط الكبير الذي يحاك للعالم العربي، فليس ثمة وضوح أكبر مما يحدث الآن فـي المنطقة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق