المخيمات الشتوية .. جسر بين الترفيه والتنمية الاقتصادية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعد المخيمات الشتوية من أبرز الفعاليات السياحية التي تساهم في التنشيط الاقتصادي للوجهات المحلية، حيث تجمع بين المتعة والتجارب الفريدة في أحضان الطبيعة، ومع قدوم فصل الشتاء، تتفتح أبواب هذه المخيمات لتقديم مغامرات مميزة، مما يجذب العائلات والشباب من جميع أنحاء البلاد، وتُعد المخيمات الشتوية محركًا قويًا للسياحة، حيث تساهم في زيادة عدد الزوار، مما يعزز من حركة الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى ذلك، تسهم المخيمات في تعزيز الوعي البيئي والثقافي، ومع التحديات التي تواجه القطاع السياحي، تظل المخيمات الشتوية أملًا متجددًا في تعزيز الحركة الاقتصادية وتوفير تجارب لا تُنسى، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية التنمية السياحية المستدامة.

«عمان» التقت بأصحاب مخيمات للتعرف على الدور الذي تلعبه هذه المخيمات في تعزيز السياحة الداخلية، والتحديات التي يواجهها أصحابها، ومطالبهم، وآراء الزوار، وتطلعاتهم.

تحدث سعيد بن سلطان الحجري أحد ملاك المخيمات عن أبرز التحديات التي واجهته فقال: «عدم تطابق دراسة الجدوى الخاصة بمشروعه في الواقع أبرز التحديات، فثمة أمور كثيرة لم تكن بحسبان من قاموا بعمل هذه الدراسة، منها التضاريس البيئية لموقع المخيم، فالمخيم وسط الصحراء، وهذا يصعب ويؤخر عملية نقل المواد الخام اللازمة للبناء، ويتلف نسبة ليست باليسيرة منها، فلا يمكنك مثلا نقل ألف قطعة من الطابوق دفعة واحدة، وضع في بالك أن من بين كل مائة كيس أسمنتي تنقلها ثمة 10 أكياس على الأقل ستتلف بسبب وعورة الطريق، وهذا ما نقصد به تحدي التضاريس البيئية، ومن الأمور التي لم تكن بالحسبان أيضا العوامل الجوية، ففي الشتاء نسبة الإنجاز تقل بسبب قصر النهار، وعلى الجانب الآخر في الصيف ترتفع تكلفة البناء، فمثلا تواجه شاحنات نقل مواد البناء خطر العلوق في الرمال، لأن الرمال في الصيف تكون أنعم بفعل الحرارة الشديدة، على عكس الشتاء، تكون متماسكة قليلا، وهذا الأمر يضطر القائمين على المشروع إلى نقل كميات أقل في كل شحنة، ومن ثم التأخير وصرف نفقات نقل إضافية. موضحا أن التسويق للمخيم يعد تحديا أيضا فكسب ثقة الشركات السياحية ليس بالأمر اليسير، فأكثر الشركات السياحية لديها اتفاقيات مسبقة مع مخيمات ضخمة وقديمة، ولكن بفضل الله اتبعت بعض الأساليب التسويقية المبتكرة.

وتابع الحجري قائلا: إن التخييم العشوائي أو العزب العشوائية التي تستقطب السائح الأجنبي من أكبر التحديات، هذه العزب العشوائية لا تمثل تحديا لأصحاب المخيمات المصرحة القانونية فحسب، بل تمثل تهديدا للسياحة في سلطنة عمان، فبعض أصحابها يمتهنون الاحتيال والاستغلال والابتزاز والسرقة بدلا من الإرشاد السياحي والفندقة والضيافة، وهذا يترك انطباعا سيئا عن سلطنة عمان وأهلها لدى السائح، وبعض السياح للأسف يعمم وينشر تجربته السيئة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بلده الأم، وينعكس هذا سلبا على السياحة.

واختتم سعيد الحجري حديثه قائلا: نتمنى من الجهات المعنية تقديم إعفاء ضريبي وإعفاء من الرسوم السياحية ورسوم الإسكان لأصحاب المخيمات، على الأقل مؤقتا إن لم يكن دائما، وبعضها إن لم يكن كلها، خصوصا أنها ما زالت تعاني من آثار أزمة كورونا، بالإضافة إلى الاهتمام بالنظافة في المناطق السياحية، وإصلاح ورصف الطرق المؤدية إليها، كما نرجو من هيئة البيئة الاهتمام بالحياة الفطرية في الصحراء، والمحافظة عليها، وحمايتها من الممارسات الخاطئة الصادرة من أصحاب العزب العشوائية».

من جهته يقول عيسى بن عبدالله العامري، أحد ملاك المخيمات: «الحمد لله استطعنا التغلب على العقبات

بالسعي الحثيث، والكفاح المستمر، والاستفادة من الخبرات المتراكمة وتجارب الآخرين، وأوضح أن هناك تحديات ويمكن التغلب عليها بالتعاون والدعم من الجهات المعنية.

وأضاف: هناك طريق ذو حارة واحدة، لذلك يصبح هناك ازدحام لمرتادي المخيمات الواقعة على الخط نفسه، فالمنطقة تشهد حركة ونشاطا كبيرين، خصوصا في الإجازات، والازدحام يصعب من التنقل وتهدر الوقت، والحل بسيط يتمثل في إضافة حارة أخرى وأكتاف للطريق، أما الإنارة فقد تكفل بها أصحاب المخيمات بأنفسهم، ونبه عيسى على أن هذه الخطوة أيضا مهمة للسلامة المرورية، إضافة إلى ذلك تم تخصيص حاوية قمامة واحد لكل ستة أو خمسة مخيمات، والحاوية الواحدة لا تكاد تكفي لمخيم واحد؛

مما يفاقم المشكلة أيضا بانتشار الكلاب الضالة بكثرة لتخرج المخلفات من الحاويات وتنشرها في الأرجاء. ونناشد الجهات المعنية بزيادة عدد الحاويات، والمداومة على تفريغها، إلى جانب مكافحة الكلاب الضالة، علما بأن هذه المطالبات يتشارك فيها أكثر أصحاب المخيمات، وهي من الأمور الأساسية للوجهات السياحية، ونعني بذلك الطرق، والإنارة، وحاويات النفايات، بالإضافة إلى دورات المياه العامة».

وعن آراء زوار المخيمات الشتوية ومرتاديها سألنا المواطن كرم بن جمال البلوشي عن النواقص التي تعاني منها بعض المخيمات، والتي يأمل من أصحاب هذه المخيمات العناية بها ومعالجتها فقال: «النظافة أولا، فكثير من المخيمات تفتقر إلى النظافة، ويرى كرم أن نظافة المكان مقدمة من حيث معايير تقييم المكان وجماليته، فالنظافة تعني الصحة والسلامة، والراحة النفسية، ونظافة المخيم لا تقتصر على المخيم ذاته فقط، بل تتعداه إلى محيطه من أرض وسماء، ونظافة الأرض أي خلوها من القمامة والقاذورات، ونظافة السماء صفاؤها من الأدخنة الضارة والروائح المنتنة، ومن النواقص أيضا الطرق غير المعبدة، وربما كانت الطرق غير المعبدة أكثر عيوب المخيمات انتشارا، فنادرا ما تجد مخيما يسهل الوصول إليه مع الاحتفاظ بميزة الموقع المميز والإطلالة الجميلة، أكثر المخيمات ذات الموقع المميز والإطلالة الجميلة لا يمكن الوصول إليها إلا بمركبات الدفع الرباعي، أو بالاضطرار إلى ركن المركبة بعيدا ثم حمل الأغراض والسير بها على الأقدام مسافة طويلة للوصول أخيرا إلى موقع المخيم، والملاحظ أن مشكلة النظافة والطرق يتشارك فيها ويشتكي منها ملاك المخيمات وروادها، أي أن التقصير في الغالب لا يكون من أحد هذين الطرفين، أو من كليهما، بل من الجهات المعنية بالنظافة العامة والطرق».

وفي سياق متصل عبر ليث محمد الصباحي عن رأيه في المخيمات الشتوية وقال" فكرة المخيمات فكرة جميلة، ورغم حداثة عهدها إلا أن مستوى التطور فيها سريع، والإبداع عالي ومتنوع، وهذا هو سر الانتشار الواسع الذي حققته، والقبول الكبير الذي لاقته، وقد أوجدت هذه المخيمات بديلا للعوائل والشباب عن الأماكن المغلقة، وصارت لهم متنفسا من ضغوطات الحياة ورتابتها القاتلة، ومن أكبر محاسنها أنها أصبحت مصدر دخل إضافي لكثيرين، بل قد تكون مصدر الدخل الوحيد لبعضهم وليس مجرد دخل إضافي."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق