يعد التعليم جزءا مهماً من التنمية المستدامة في سلطنة عمان، وإيماناً بأهمية التعليم كوسيلة للتقدم والازدهار وكأساس يقوم عليه بناء المجتمعات، تسعى وزارة التربية والتعليم جاهدة وبرؤية طموحة لتحسين جودة التعليم وتطوير العملية التعليمية بشكل مستمر، من خلال استراتيجيات مبتكرة وخطط عمل شاملة تلبي احتياجات الطلبة والمجتمع والعمل على دمج مفاهيم التنمية المستدامة في المناهج الدراسية.
وقالت الدكتورة ميزون بنت بخيت الشحرية المديرة العامة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار"إن محافظة ظفار، مثل باقي محافظات سلطنة عمان، تشهد نمواً ملحوظاً في قطاع التعليم الذي هو جزء من رؤية وطنية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وفق نظام متكامل لتقييم الأداء التعليمي في المحافظة بشكل دائم ومستمر". موضحة أن هناك مجموعة من الجوانب الإيجابية التي تحققت خلال العام الدراسي 2024/ 2025م تجسدت في سرعة وتجويد وضبط مسارات وإجراءات العمل ومعالجة التحديات المختلفة بشكل سريع بالتعاون مع الدوائر المختصة لضمان استقرار العمل في مدارس المحافظة مع بداية العام الدراسي وإيجاد الشراكة الحقيقية والمشاركة الفاعلة مع المجتمع الخارجي فيما يخدم العملية التعليمية والتربوية.
6 مدارس جديدة
وأكدت الدكتورة ميزون الشحرية أن المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار استلمت خلال العام الجاري 4 من المباني المدرسية الجديدة بتكلفة بلغت حوالي 6 ملايين ريالا عمانياً وهـي مدرسة قلعة الفكر للتعليم الأساسي للصفوف (1 -4) الواقعة في منطقة صحلنوت، ومبنى مدرسة درة ظفار للتعليم الأساسي للبنات للصفوف 5-10 بمنطقة عوقد الشمالية، واستلام مشروع مدرسة الأجيال للتعليم الأساسي للصفوف من (1-4) بمنطقة السعادة، ومشروع المبنى الجديد لمدرسة أسامة بن زيد للتعليم الأساسي للصفوف من (5 -9) للبنين بولاية صلالة، أما المشروعات المدرسية الجديدة الجاري تنفيذها بمحافظة ظفار فهي مشروع مدرسة للبنات للصفوف من (9- 12) بمنطقة عوقد الشمالية من 40 فصلا دراسيا. ومشروع مدرسة للبنات للصفوف من (9 – 12) بمنطقة صحلنوت الشمالية من 40 فصلا دراسيا.
وذكرت أنه "يتم إنشاء تلك المباني المدرسية وفق أحدث المواصفات الفنية والتقنية التي توفر البيئة المناسبة للطلبة والهيئات التعليمية، وتزويدها بمصاعد كهربائية، ووسائل الأمن والسلامة المعتمدة لدى وزارة التربية والتعليم للحفاظ على سلامة الطلبة من خلال التقليل من مخاطر الحريق بالمباني المدرسية مع مراعاة الاشتراطات والمقاييس الكهربائية المعمول بها".
حداثة العملية التعليمية
وأضافت "يتم وبشكل مستمر العمل على تحديث وتطوير المدارس القائمة سواء من خلال إضافة صفوف دراسة أخرى أو القيام بتنفيذ أعمال الصيانة للمرافق المرتبطة بالبناء المدرسي مع السعي الدائم نحو توفير المتطلبات الضرورية لتلك المدارس طوال العام الدراسي ليتواكب مع متطلبات العملية التعليمية وحداثتها، وبلغ عدد أجهزة التكييف التي تم إحلالها بمدارس محافظة ظفار 5645 جهازا، أما عدد عدد أجهزة الحاسب الآلي التي تم إحلالها فبلغ 6640 جهازا". وفي حديثها حول مشروع توفير السبورات التفاعلية بمدارس تعليمية ظفار والممول من شركة أوكيو لشبكات الغاز بتكلفة 60 ألف ريال عماني ذكرت أن المشروع يستهدف 20 مدرسة على مستوى المحافظة، وأن عدد المستفيدين من المشروع 15629 طالبا وطالبة وعدد 1340من الهيئات التدريسية والإدارية.
إحصائيات تربوية
وأكدت أن عدد المدارس الحكومية بتعليمية ظفار للعام الدراسي 2024/ 2025 بلغت 166 مدرسة تضم 67966 طالبا وطالبة و( 2050 ) إداريا وفنيا، بينما يصل عدد المعلمين 6196 معلما ومعلمة في حين بلغ عدد المدارس الخاصة بالمحافظة 61 مدرسة، ووصل عدد الإداريين والفنيين إلى 150 وبلغ عدد المعلمين إلى 875 معلما ومعلمة بينما يبلغ عدد الطلبة في المدارس الخاصة 12450 طالبا وطالبة، وتم تعيين بداية العام الدراسي الحالي 1246 معلما تعيينا دائما و10 بعقد سنوي في محافظة ظفار، حيث تم إخضاعهم لبرنامج تعريفي متكامل تضمن عدة محاور من أبرزها: حقوق وواجبات المعلمين، التخطيط الفصلي واليومي، الاحتواء النفسي في البيئة الصفية، توظيف المنصات والتقنيات الحديثة في التعليم، الإشراف التربوي بمدارس سلطنة عمان، توظيف أدوات التقويم المستمر لقياس تعلم الطلبة، ومحور المناهج الدراسية. مشيرة إلى أن هناك العديد من البرامج التدريبية التخصصية للإشراف التربوي يتم تنفيذها بالتعاون مع المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين ومركز التدريب بالمحافظة، تستهدف تطوير قدرات المشرفين التربويين ونقل الأثر إلى المعلمين في الميدان التربوي، وتهدف إلى مواكبة أحدث الأساليب التعليمية والإشرافية، وتعزيز مهاراتهم في متابعة وتوجيه المعلمين والطلبة بشكل أكثر فعالية، وكل هذا ينعكس إيجابياً على أداء الطلبة ومستوى تحصيلهم الدراسي. ولفتت أن لهذه البرامج عدة محاور من بينها: استراتيجيات التدريس الحديثة: من خلال التدريب على أحدث الاستراتيجيات والأساليب والطرق التدريسية، وأدوات التقويم التربوي لإكساب المشرف القدرات والكفاءات التي تمكنه من تقييم أداء المعلمين والطلبة بأساليب حديثة، ومحور التكنولوجيا في التعليم عبر استخدام التقنيات الحديثة مثل التعلم عن بعد وتفعيل الأدوات الرقمية في العملية التعليمية.
وأردفت قائلة: إن بين هذه البرامج على سبيل المثال برنامج تدريبي مركزي لمنهج العلوم البيئية للصف الحادي عشر الذي سيقدمه خبراء من مؤسسة شراكة كامبريدج للتعليم، وبرنامج توظيف المهارات المعرفية والتقنية في مراكز مصادر التعلم، بالإضافة إلى التدريب المركزي لبرنامج سلاسل اللغة الانجليزية، والبرنامج التدريبي "التطوير المهني للمعلمين في مادة المهارات الموسيقية" فضلا عن برنامج أحكم تلاوة القرآن الكريم، وبرنامج الأساليب الإرشادية الحديثة لنظريات العلاج والإرشاد النفسي والاجتماعي.
إنجازات محلية ودولية
وتحدثت الدكتورة ميزون الشحرية عن المراكز المتقدمة التي حازت عليها مدارس المحافظة والطلبة في مختلف المسابقات والمنافسات الوطنية والإقليمية والدولية، على مستوى المسابقات المحلية حصل أربعة من الطلبة على المركز الثاني في مسابقة الابتكار العلمي الطلابية، كما نال فريق طلابي على المركز الثاني في مسابقة أولمبياد الروبوت، والمركز الثالث في بطولة الشطرنج على مستوى سلطنة عمان والمركز الثالث بمسابقة الطائرات بلا طيار، والفوز بجائزة أفضل شركة طلابية وأفضل رئيس تنفيذي في معرض جدكس(GHEDEX)، والمركز الثالث في مبادرة مدارس مايكروسوفت، والحصول على لقب مدارس مايكروسوفت النموذجية للتحول الرقمي، كذلك حصول فريق من خمس طالبات على المركز الرابع على مستوى سلطنة عمان في مسابقة الابتكار Nxplorers.
وعلى صعيد المراكز المتقدمة في المسابقات الثقافية على مستوى سلطنة عمان الحصول على المركز الأول في مسابقة الرسوم البيئية والمقالة البيئية 2024 والمركز الثاني (المقالة) بمسابقة المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، والمركز الثاني في مسابقة فن الخطابة والتحدث باللغة العربية الفصحى وتعميق دراسة النحو والفوز، بعدد 10 جوائز فردية في مهرجان المسرح المدرسي التاسع والمركز الأول لأفضل تغطية إعلامية، والفوز بالمركز الثاني في مسابقة "باللغة العربية نبدع" والمركز الثالث في مسابقة نجم الفصاحة.
كما حققت تعليمية ظفار نتائج مشرفة في مسابقة فرسان اللغة العربية وهي المركز الأول على مستوى سلطنة عمان في مجال (القصة) والمركز الثاني بمجال (المقال) والمركز الأول في مجال (الرسم) والمركز الثاني في مجال (الشعر) والمركز الرابع مجال (الرسم).
ومن بين تلك الإنجازات تكريم عدد من مشروعات مدارس تعليمية ظفار المجيدة في تطبيق مشروع من أجل الوطن - تفاعل إيجابي وشعور بالمسؤولية. وتأهل عدد 3 طالبات في مجالات جائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للإبداع الأدبي لطلبة المدارس -الدورة الثانية- على مستوى سلطنة عمان. إلى جانب حصول لجنة التقنيات الجغرافية الحديثة بتعليمية ظفار على المركز الأول على التوالي بتقدير (أ) على مستوى المحافظات التعليمية وحصول قسم التواصل والإعلام على المركز الأول للمرة الثانية في مسابقة أفضل تغطية إعلامية في مهرجان المسرح المدرسي على مستوى المحافظات التعليمية بسلطنة عمان.
تنفيذ برامج الرؤية
أما على المستوى الدولي فقد تزايد أعداد الطلبة المصنفين موهوبين خلال ثلاث أعوام دراسية من المشاركة في مبادرة الموهوبين العرب وحصول ثلاث فرق طلابية على النجوم الكاملة على مستوى إقليم نينا من خلال مسابقة أبحاث برنامج GLOBE البيئي التابع لوكالة ناسا والحصول على المركز الأول "فئة المعلمين" والمركز الثاني (فئة الطلبة) في جائزة الشارقة للتأليف المسرحي المدرسي على المستوى الخليجي والمركز الأول في مجال الهندسة -جائزة أفضل مهندس- على المستوى الخليجي في مسابقة تحدي علوم المستقبل والذي نظمه مركز حمدان بن راشد للموهبة، والمركز الأول على مستوى الوطن العربي في مسابقة الحساب الذهني. والحصول على الميدالية الفضية عن فئة أولمبياد الكيمياء في الأولمبياد العلمي الخليجي بالمملكة العربية السعودية. وعلى المستوى الإقليمي تم تصنيف مدرسة ذهبية في جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج للتميز المدرسي، وتمضي المديرية قُدما نحو المشاركة في العديد من البرامج والفعاليات والمسابقات المحلية والدولية للمنافسة على المراكز المتقدمة لتضاف إلى رصيد إنجازاتها، كما تعمل على تنفيذ الخطط والبرامج المنبثقة من خطط وزارة التربية والتعليم بما يحقق التناغم في تنفيذ برامج الرؤية الطموحة عمان 2040.
وبينت المديرة العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار أن فريق الإشراف التربوي بالمديرية الذي يتكون من 108 مشرفين إداريين وتربويين برئاسة مديرة دائرة الإشراف التربوي يقوم بتنفيذ زيارات تشخيصية للمدارس تتضمن عقد لقاءات تربوية مع فريق التقويم الذاتي بالمدرسة، والعمل على تقديم الدعم اللازم للمدارس ومساندتها لتطوير أدائها في المجالات الأربعة: (إنجاز الطلبة، والتدريس والتقويم. وتنمية شخصية الطلبة ورعايتهم، والقيادة والإدارة المدرسية)، ويتم إعداد خطة تطوير بعد تنفيذ الزيارة التشخيصية لتعزيز نقاط القوة وتحديد أولويات التطوير المراد تلاقيها موضحا فيها نوع الدعم المراد تقديمه والفترة الزمنية المطلوبة للتنفيذ بالإضافة إلى القيام بكافة الإجراءات التنفيذية الواردة في النشرة التوجيهية لتفعيل منهجية الفرق الإشرافية أثناء وبعد تنفيذ زيارة المدارس.
0 تعليق