تضع سلطنة عمان قطاع صناعة الفضاء ضمن رؤيتها المستقبلية كأحد القطاعات الواعدة في التنويع الاقتصادي، وتسعى عبر التعاون مع الدول المتقدمة في هذا المجال إلى بناء قدراتها الوطنية وتعزيز مكانتها كبوابة اقليمية لتطبيقات الفضاء.
وانسجاما مع هذا التوجه الرائد بدأت عمان بخطوة غير مسبوقة عربيا نحو إطلاق أول صاروخ فضائي علمي «الدقم 1» من أراضيها في قفزة نوعية نحو المستقبل وكسب الريادة العلمية والتكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط.
هذا المشروع الواعد سيمثل نقطة تحول استراتيجية لعُمان، حيث يعزز من مكانتها الإقليمية والعالمية في مجال الفضاء، ويفتح آفاقاً واعدة للتقدم في مختلف المجالات.
وتؤكد تجربة إطلاق الصاروخ الفضائي «الدقم 1» وقبل ذلك اطلاق أول قمر صناعي باسم سلطنة عمان من خارج اراضيها عزم عُمان على تعزيز إسهامها وتنافسيتها في قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة كركيزة أساسية في بناء الاقتصاد المعرفي، بما يتماشى مع رؤيتها المستقبلية.
وعملت سلطنة عمان على استثمار الموقع الجغرافي الفريد في تعزيز تنافسيتها على المستوى العالمي، وفي قطاع الفضاء يسهم قربها من خط الاستواء ومدار السرطان في تقليل تكلفة ومدة إطلاق الصواريخ إلى المدارات المختلفة. إضافة إلى ذلك، تضمن الشواطئ الواسعة المطلة على المحيط الهندي بيئة آمنة مثالية لإجراء التجارب الفضائية.
وسيعزز إنشاء الميناء الفضائي بالدقم مكانة سلطنة عمان كمنصة دولية لإطلاق الصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية المعززة بالذكاء الاصطناعي لدعم قطاعات التنمية المستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية ورصد الكوارث الطبيعية.
اقتصاديا، يمهد هذا المشروع الواعد الطريق لبناء قطاع فضائي متكامل يوفر إمكانات هائلة للقطاع الخاص كما يوفر فرص العمل للكوادر الوطنية المتخصصة ويحفز الابتكار وريادة الأعمال.
كما يرسخ هذا المشروع من مكانة عمان كشريك عالمي في قطاع الفضاء، ويجعلها في صلب المنافسة الاستثمارية مع الدول الكبرى التي تقود هذا المجال.
ولا شك أن تجربة إطلاق «الدقم1» ستلهم أجيال عمان الشابة لسبر الآفاق الجديدة في العلوم ودراسة مجالات اكثر تخصصية وتوافقا مع تطورات العصر وستمثل لهم رسالة أمل تؤكد أن الطموح والعمل الجاد قادران على تحويل الأحلام إلى واقع باهر،.
إن هذا الإنجاز بقدر ما يعكس رؤية عمان وقدراتها في ريادة علوم المستقبل وتوطين التقنيات فإنه يضاف إلى رصيد إسهاماتها في تطوير الحضارة البشرية، ويثبت قدرتها على لعب دور محوري في التقدم العلمي والتكنولوجي، من أجل فهم أفضل للكون والرقي بالإنسان والحياة والتصدي للتحديات.
0 تعليق