عواصم "أ ف ب": أقرّ الجيش السوري اليوم بخسارته مدينة حماة الاستراتيجية، رابع كبرى مدن البلاد، بعد وقت قصير من إعلان فصائل معارضة دخولها الى أحيائها، لأول مرة منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011.
وأعلن الجيش في بيان "خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية .. تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها"، مضيفا "حفاظا على أرواح المدنيين.. قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة".
تحريرالسجناء
أعلنت الفصائل المعارضة بعد دخولها مدينة حماة في وسط سوريا اليوم أنها أخرجت مئات السجناء من سجن المدينة المركزي الذي دخلته أيضا، وفق ما أكد أحد قادتها العسكريين.
وقال القيادي حسن عبد الغني من إدارة عمليات الفصائل على تطبيق "تلغرام"، "قواتنا دخلت سجن حماة المركزي، وحرّرت مئات الأسرى المظلومين منه".
"حلّ سياسي"
يحلم رائد الصالح، مدير منظمة "الخوذ البيضاء السورية" (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة) بأن "لا يستمر عملنا في سحب الجثث من الانقاض" بعد مرور 14 عاما من الحرب في هذا البلد وفي ظل التصعيد الجديد.
ومثلما فعل قبل عقد من الزمن، توجه الصالح إلى نيويورك هذا الأسبوع للدفاع مرة جديدة عن قضية الشعب السوري أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنه إذ يدعو إلى "حلّ سياسي" في بلاده، تبقى آماله ضعيفة في إمكانية تحقيق ذلك.
وأوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس "فشل مجلس الأمن خلال الـ14 عاما الماضية في تحقيق السلام في سوريا وأعتقد انه سيفشل اليوم ولا أعتقد أن شيئا سيتغير".
وأعرب رائد الصالح أمام المجلس الثلاثاء عن أسفه لأن المجتمع الدولي بشكل عام "تخلى تماما" عن السوريين، والسبب الرئيسي في تقديره هو روسيا، حليفة الرئيس بشار الأسد، التي تتدخل عسكريا في سوريا منذ العام 2015.
ويقول بوضوح "روسيا اليوم لا يهمّها السلام في سوريا بل تهمّها مصالحها مع النظام السوري لذلك استخدمت الفيتو اكثر من 20 مرة ومستعدة ان تستعمله 20 مرة أخرى لحماية النظام".
وفي المقابل، تتهم موسكو منظمة "الخوذ البيضاء" بالتضليل والرغبة في "التشهير" بالحكومة السورية، وهو السبب الذي جعلها تحاول دون جدوى الثلاثاء منع رائد الصالح من التحدث أمام مجلس الأمن المنعقد بشكل عاجل بمواجهة تصاعد النزاع في سوريا.
"عقاب جماعي"
وبعدما عمّ هدوء نسبي منذ العام 2020 مناطق الشمال الغربي بموجب اتفاق لوقف لإطلاق النار رعته أنقرة وموسكو، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها، في 27 نوفمبر هجوما خاطفا ضد القوات الحكومية في شمال سوريا.
وهذه المعارك التي خلّفت 704 قتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 110 مدنيين، بحسب المرصد، هي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا.
وأوضح رائد الصالح أن "الخوذ البيضاء" التي تعد 3200 متطوع في شمال غرب البلاد، أُعادت نشرهم من جديد في حلب والمناطق المتضررة الأخرى "للاستجابة للعمليات الانسانية الطارئة".
نزوح 150 ألف سوري
قالت منظمة الأمم المتحدة إن القتال بين القوات الحكومية السورية وفصائل مسلحة في مدينة حلب وما حولها من المدن، أجبر حوالي 150 ألف شخص على الفرار من منازلهم. وأفاد جونزالو فارجاس ليوسا ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا ، في منشور له على منصة "إكس" أن عدد السوريين الذين أجبروا على الفرار بسبب القتال في حلب يتزايد بسرعة كبيرة، متوقعًا أن يستمر هذا الرقم في الارتفاع. وكانت الفصائل المسلحة قد شنت هجومًا في شمال غرب سوريا الأسبوع الماضي، وسيطرت على مدينة حلب التي تعد ثاني أكبر المدن السورية، وخلّفت أكثر من 704 قتلى والعديد من المصابين.
0 تعليق