أصدرت شركة «بلاك لين» الحائزة على جوائز عدة، والمرموقة في تقديم خدمات السائق، تقريرها الحديث بعنوان «عندما تلتقي الفخامة بالإنتاجية: الوجه المتغيّر للسفر والعمل»، حيث تستعرض تأثير التخطيط للسفر على إنتاجية المسافرين في رحلة عمل بدولة الإمارات. 

وفي ما تشير التوقّعات إلى إمكانية ارتفاع الإنفاق على رحلات العمل في المنطقة بنسبة 11.2%، عام 2024، يدرس تقرير «بلاك لين» كيفية تطوّر العوامل، التي تؤثّر في رحلات العمل على صعيد الصحة العامة والإنتاجية، ناهيك عن دور تطوير المرافق الفاخرة في تعزيز الكفاءة العامة لدى المسافرين في رحلة عمل.

يبين التقرير أنّ الأغلبية الساحقة (94%) من المسافرين في رحلة عمل، على قناعة بأنّ الخدمات الفاخرة، مثل خدمات النقل مع سائق ورحلات السفر على درجة الأعمال، تسهم بشكل كبير في تعزيز إنتاجيتهم، الأمر الذي يفسّر الإقبال على المرافق الفاخرة في المنطقة. كما يكشف التقرير أنّ ضغوط السفر تؤثّر بشكل كبير في الأداء، إذ صرّح 86% من المسافرين، في رحلة عمل حول العالم، أنّهم يخسرون ما لا يقل عن ساعة من الإنتاجية خلال رحلاتهم.

وفي دولة الإمارات، يواجه 83% من المسافرين تحديات مماثلة، حيث يخسر أكثر من ثلثهم (36%) 4 إلى 8 ساعات، أي ما يعادل يوم عمل كامل، نتيجة ضغوط السفر. وفي هذا الإطار، أشار المسؤولون التنفيذيون، الذين أصبحوا يسافرون أكثر من أي وقت مضى، إلى أنهم يتكبّدون خسارة كبيرة في الإنتاجية، حيث يعاني 38% منهم هذا التأثير.

وبهدف تعزيز إنتاجية العمل، يتبنى عدد متزايد من مسافري الأعمال (حتى 97%) دمج العمل مع الترفيه، من خلال البحث عن تجارب فاخرة، مثل خدمات النقل مع سائق، لينعموا برحلة عمل سلسة وفعّالة في الوقت عينه.

قال د. جينز وولتورف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بلاك لين: «يلقي هذا التقرير الضوء على تحول ملموس في رحلات العمل، حيث لم يَعُد تعزيز مستويات الراحة وضمان السلامة مجرّد ميزة، لا بل أصبح ضرورة ملحّة لرفع الإنتاجية لاسيما بالنسبة إلى المسؤولين التنفيذيين».

وقال نيكولاس سوكايل، المدير الإقليمي لـ«بلاك لين» الشرق الأوسط: «فيما تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية لرحلات العمل، نلاحظ طلباً متزايداً على الخدمات الفاخرة التي تستوفي أعلى معايير الكفاءة والراحة، فضلاً عن التجارب التي تعزّز الإنتاجية والعافية لدى المسؤولين التنفيذيين المقيمين في الإمارات بشكل خاص».

توضح بيانات «بلاك لين» أن الإقبال على تجارب السفر الفاخرة يسجل مستويات عالية بصورة مستمرة. ويشير التقرير إلى أن عدداً متزايداً من المسافرين في رحلة عمل بدولة الإمارات، يبحثون عن خدمات رفيعة المستوى أثناء التخطيط لرحلاتهم. فلكلّ 2 من أصل 5 مسافرين (39%)، يشكل توفر الخدمات الفاخرة، مثل الرحلات على درجة الأعمال وخدمات النقل مع سائق، عاملاً أساسياً عند اختيار السفر في رحلة عمل. كذلك، تشكل الخصوصية والسلامة (33%)، دقة المواعيد (31%) والراحة (31%) أولويات رئيسية بالنسبة إلى هذه الفئة من المسافرين.

* أنماط مختلفة

تكشف بيانات «بلاك لين» في دولة الإمارات عن أنماط مختلفة في حركات الرحلات، إذ تعكس ارتفاع سقف التوقعات لدى المسافرين في رحلة عمل وانسجامهم مع بيئة الأعمال النابضة بالحيوية في دبي. ويبقى مطار دبي الدولي المطار الأكثر ازدحاماً، حيث تمّ تسجيل أكثر من 12 ألف رحلة حتى الآن، خلال العام الجاري، و47 دقيقة في المطار كمتوسط المدة التي يمضيها الضيوف فيه. فيؤكد هذا الحجم الهائل من النشاط على مكانة المدينة بصفتها مركزاً عالمياً للأعمال. كما أن أوقات الذروة التي تحدث في فترات الصباح والمساء من أيام الأسبوع، تعكس الجداول الزمنية للمسؤولين التنفيذيين أثناء تنقلهم بين المواقع الرئيسية في المدينة.

وأصبح الإقبال على المرافق الفاخرة واضحاً، إذ يتوقع نحو نصف الأشخاص المشاركين في الاستطلاع الحصول على إقامة في فندق مصنّف من فئة الخمس نجوم (51%)، وخدمة نقل خاصة من المطار وإليه (44%)، باعتبارها من المزايا القياسية التي تترافق مع رحلات العمل. 

يدرك هؤلاء المسافرون أن الخدمات الفاخرة لا تقلل من الضغوط فحسب، بل تدعم أيضاً الإنتاجية. وقد أشار نحو 4 من كل 10 (42%) إلى أهمية توفر خدمة «واي فاي»، طوال رحلتهم، بينما أعطى آخرون الأولوية للرحلات في درجة الأعمال (40%)، ووجود سائق خاص للتنقل في المدينة، وإنجاز المهام (39%). 

يجذب دمج العمل والترفيه، أو ما يُعرف بـ«bleisure»، اهتماماً متزايداً في منطقة الشرق الأوسط. أظهر تقرير «السفر الفاخر 2024» الصادر عن شركة «ماستر كارد»، أنّ الأفراد الأثرياء في المنطقة، خصوصاً الذين تراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، هم أكثر عرضة تقريباً بمعدل الضعف من المتوسط العالمي، لتمديد رحلات العمل لأغراض الترفيه. يؤكد تقرير «بلاك لين» هذا التحول، حيث أظهر أن 96% من مسافري الأعمال في الإمارات، يجمعون بين العمل والترفيه. كما أفاد الأغلبية العظمى (95%) بأنهم يخصصون وقتاً للأنشطة الشخصية والاسترخاء خلال رحلات العمل.

عندما سُئل المسافرون في الإمارات عن تأثير الجمع ما بين العمل والترفيه في رحلتهم، أجاب 88% منهم أن ذلك يعزز إنتاجيتهم فيما صرح 66% منهم أنهم يشعرون بطاقة إنتاجية أكبر أثناء هذه الرحلات. كما أشار عدد كبير من الأشخاص (56%) أن توفر النشاطات الترفيهية الشيقة، يحفزهم على العمل بجهد أكبر، ويساعدهم في الحفاظ على تركيزهم.

لا توجد علامات تنبئ بتباطؤ هذا الاتجاه؛ فقد أعرب 49% من المسافرين في رحلة عمل في الإمارات عن حماستهم بشأن ازدهار قطاع السفر، الذي يجمع ما بين العمل والترفيه، فيما توقّع 37% منهم ازدياداً في رحلات العمل الفاخرة، خلال السنوات الخمس المقبلة. وعلى صعيد آخر، توقّع 32% منهم إمكانية تطبيق قواعد أكثر صرامة حول السفر، الذي يجمع ما بين العمل والترفيه، الأمر الذي يدلّ على الحاجة إلى تحقيق التوازن.