نظمت إدارة التراث والسياحة بمحافظة شمال الباطنة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس محاضرة علمية حول موقع دهوى الأثري بولاية صحم. قدم المحاضرة الدكتور ناصر الجهوري، أستاذ قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس، الذي تناول فيها الجوانب التاريخية للموقع وأهم الاكتشافات الأثرية التي أظهرتها أعمال التنقيب.
استعرضت المحاضرة نتائج التنقيبات في موقع دهوى، حيث تم الكشف عن أقدم آلة موسيقية نحاسية (الصنج)، التي كانت تُستخدم في الاحتفالات المقدسة، إضافة إلى أقدم مبخرة فخارية في شبه الجزيرة العمانية تعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد. كما تم العثور على عدد من جرار التخزين المستوردة من بلاد السند، ما يعكس الثراء الاقتصادي للموقع واعتماده الكبير على الزراعة.
تُعد محافظة شمال الباطنة إحدى المحافظات الغنية بالمواقع الأثرية في سلطنة عمان، إذ تتنوع آثارها بين الفترات التي سبقت الإسلام والعصور الإسلامية. يُظهر هذا التنوع الحضارات العريقة التي ازدهرت في المنطقة، كما يعكس التنوع البيئي والثقافي أهمية المحافظة، مما يجعلها وجهة رئيسية للباحثين والمهتمين بالتاريخ العماني.
الجدير بالذكر أن وزارة التراث والسياحة تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع البحثية بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية. تهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على المواقع الأثرية وزيادة الوعي بأهميتها في تعزيز الهوية الثقافية العمانية. تُركز الأبحاث الأثرية على دراسة الطبقات الأرضية، وتحليل الأدوات والنقوش المكتشفة، ونشر النتائج في مجلات علمية لتسهيل الوصول إلى المعلومات.
حيث قال حسن بن سليمان الجابري، مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة شمال الباطنة: "يعتبر موقع دهوى الأثري واحداً من أبرز المواقع في المحافظة، لما يحتويه من آثار تعود إلى فترات تاريخية قديمة. يمثل الموقع أهمية كبيرة لدراسة تطور الحضارات والعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت في المنطقة عبر العصور".
وأضاف أن عمليات التنقيب والمسح التي قادتها جامعة السلطان قابوس تحت إشراف وزارة التراث والسياحة، برئاسة الدكتور ناصر الجهوري والدكتور خالد دغلس، استمرت منذ عام 2013 حتى 2021. وقد أسفرت هذه الجهود عن نشر أبحاث علمية في مجلات دولية وعرض النتائج في مؤتمرات عالمية.
سبق المحاضرة زيارة ميدانية لموقع دهوى الأثري، شارك فيها الشيخ أفلح بن مداد الهنائي، نائب والي صحم، وعدد من أعيان قرية دهوى، بالإضافة إلى المختصين من إدارة التراث والسياحة. تضمنت الزيارة استعراض بعض المدافن والمخازن والغرف الأثرية التي خضعت للتنقيب، مما أتاح للحضور الاطلاع عن كثب على تاريخ الموقع وأهم المكتشفات.
يعد موقع دهوى الأثري شاهداً على الحضارات التي ازدهرت في شمال عمان، ويؤكد على أهمية الجهود المبذولة لتوثيق التراث الثقافي وتعزيز الوعي بأهمية هذه المواقع في فهم التاريخ العماني العريق.
0 تعليق