شعريات إماراتية بين المدى والظلال - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لولوة المنصوري.. توقف عند هذا الاسم الإماراتي جيداً. طاقة ثقافية إيجابية دائمة. أفكار متجددة لا تتأخر في التنفيذ يحرّكها في الحياة وفي الهواء الطلق شغف ذهبي اسمه: الكتابة. باحثة وقاصّة وروائية في التعريف العام لهذا الاسم العربي الجلفاري، ولكنها أوسع أفقاً من التعريف الأدبي إلى ما هو الأفق الثقافي. وبكلمة ثانية، لولوة المنصوري ناشطة ثقافية إماراتية مسكونة، أبداً، بالإبداع والتفاؤل.
وجدتني أكتب هذه الكلمات بسرعة ومن صميم القلم والحبر، حين تسلمت كتابها الجديد (لنا المدى والظلال- قصائد من الإمارات)= إصدارات اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات 2024= كتاب على درجة كبيرة من الأهمية التعريفية والتوثيقية جمعت فيه 115 شاعراً وشاعرة من الإمارات. 38 يكتبون العمودي، و23 يكتبون التفعيلة، و54 يكتبون قصيدة النثر. نعرف من الكتاب معلومات شخصية وثقافية وأدبية من كل شاعر وشاعرة، ومن المهم القول هنا إن الباحثة التوثيقية في كتابها هذا قد عرّفتنا بأسماء شعرية إماراتية ربما كانت طيّ النسيان والمجهول، شعرية واحدة من أحمد بن ماجد إلى الهنوف محمد..
«قصائد من الإمارات» امتداد لكتاب آخر من هذا النوع صدر في الثمانينات أو التسعينات عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، غير أننا في هذا العمل التجميعي أمام خريطة متعددة التفاصيل للشعرية الإماراتية التي تجد مرجعياتها في التاريخ والجغرافية قبل مئات الأعوام على مستوى شعر الفصحى الإماراتي الذي بوسعنا أن نرسم صورة مقرّبة حوله وحول أشكاله وأساليبه من خلال هذه التجاورات في القصيدة الإماراتية من العمودي، إلى التفعيلي، إلى قصيدة النثر، وعلى اتساع 700 صفحة من القطع الكبير هي بالفعل مرجع شعري إماراتي عملي لكل من هو منشغل بقراءة شعر المكان الذي يعيش فيه، وربما يلتقي يومياً برموز وأصوات هذا الشعر.
الشعر في حدّ ذاته في هذا الكتاب هو وثيقة لعلامات وإشارات وظواهر المكان الإماراتي منذ شاعر الملاحة العربية أحمد بن ماجد، وحتى الشاعر الإماراتي الشاب الذي يكتب قصيدة اليوم بالكمبيوتر، وربما البعض يكتبها بالذكاء الصناعي.
لولوة المنصوري لها رأي آخر في ما يتعلق بالشعر. هي روائية وكاتبة وباحثة، لكنها تعرف الشعر أكثر مما يعرفه بعض الشعراء. إنها في مقدمة كتابها هذا تحيل الجذر الشعري الإماراتي الى المزامير الفينيقية لشعراء أم النار، وتقول إن القصيدة الإماراتية هي قصيدة ملاحية، استكشافية، رحلية من الماء إلى الماء، وتقول أيضاً إن القصيدة الإماراتية جدارية كهفية، وإن بعض الشعر نبض أزلي لا يتوقف، والشعر قَدَرُ المحارة وفلقة المحار في يد الغوّاص..

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق