زمن ثقافي نشري جديد - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

انتهى الزمن الثقافي والنشري الذي كان فيه الكاتب الشاب يحمل «قشَّه» كما يقولون في اللهجة الشعبية، ويذهب ليبني عشّه في مكان آخر بعيد عن ديرته ودياره، والمقصود ذهاب الكاتب إلى دور النشر في بيروت والقاهرة وغيرهما من عواصم صناعة الكتاب، لينشر هناك ويدفع من جيبه «المثقوب»، وقد يستلف ويستدين ليوفر ألف أو ألفي دولار ثمناً لحفنة من النسخ .
انتهى هذا الزمن إلّا في القليل من بقايا بعض دور النشر التي تعتبر صناعة الكتاب تجارة في تجارة بالدرجة الأولى، واليوم، لا حاجة لتلك المعاناة، إذا كان كتابك بيمينك بقوة، وأنت واثق بما تكتب.
مدينة الشارقة للنشر استقطبت العديد من دور النشر العربية، دور مهنية وحرفية في الكتاب ومعرفة المحتوى الثقافي والأدبي النوعي لا الكمي بمعنى الاستسهال واللّامبالاة، أي أن هناك معايير جودة وفحص دقيق للكتابة وبخاصة الشعر والرواية، وهذه الأخيرة التي تنافس الشعر (الرواية) أصبحت فن قطاف الجوائز الأدبية من البوكر الأجنبية إلى البوكر العربية، لا بل أصبح هناك من يقطف جائزة الرواية مرّتين وثلاثاً، وبوسعه أن يجلس ويكتب، ويعيش محترماً من وراء الكتابة.
في الإمارات عشرات إن لم يكن المئات من دور النشر التي لا يساوم بعضها على «قشّ» الكاتب.
هذه دور يحب من يمتلكها الأدب وأهل الأدب، وتنشر للكاتب (بأدب)، وتراهن عليه، وتصبح دار النشر داره المهنية والرمزية والمعنوية.
في بعض العواصم العربية، وبخاصة في العاصمة الأردنية عمان والقاهرة، هناك ناشرون لا يساومون. البعض منهم يأخذ المخطوطة سواءً أكانت ورقية أو مصفوفة إلكترونية، ويطبع الكتاب في أيام معدودات.
بعض دور النشر العربية تراهن على الكاتب والكتاب في شكل من أشكال التبني المادي والمعنوي، ويقع مثل هذا السلوك النشري تحت باب الأخلاقيات الثقافية، وهو سلوك محترم بكل المعايير.
اليوم كثرت أيضاً الجوائز الأدبية، للكاتب استحقاقه التكريمي، وللكاتب استحقاق جوائز أدبية بالعشرات والمئات في الوطن العربي الغالبية العظمى منها هي جوائز أدبية خليجية في الإمارات والسعودية وقطر وسلطنة عمان، أما البوابة لهذه الجوائز فهي دور النشر، وذلك حين تتقدم دار النشر بترشيح كتبها لهذه الجوائز.
تغيّرت الدنيا، وتغيّرت أحوال النشر وصناعة الكتاب وتوزيعه والاستثمار فيه، لكن قبل وبعد كل هذه الامتيازات تظل الكتابة وجودتها، وإبداعيتها هي الأساس وهي المعيار.

أخبار ذات صلة

0 تعليق