انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تنفيذ حكم الإعدام بحق امرأتين بتهمة "الفساد والدعارة"، وسط مزاعم بأن شادي الواسي، وزير العدل السوري الجديد، هو الشخص الذي كان يتلو الأحكام في الفيديو.
وأطلق موقع "تحقق-سوريا" تحقيقًا مفصلًا حول القضية، مستعينًا بأدوات تقنية متقدمة لمقارنة صوت وملامح الشخص الظاهر في الفيديو مع وزير العدل الجديد، الذي ظهر مؤخرًا في عدة مقابلات.
وأظهرت النتائج تطابقًا كبيرًا على الرغم من ضعف جودة التسجيلات، بحسب ما أكد الموقع.
تعليق رسمي غامض
وفي تصريح خاص لـ "تحقق-سوريا"، قال مسؤول رفيع في الإدارة السورية الجديدة، مفضلًا عدم الكشف عن اسمه، إن "الفيديو يوثق تنفيذ القانون في وقت ومكان معينين، حيث جرت الإجراءات وفق القوانين السارية في تلك الفترة وكجزء من اتفاقية إجرائية".
وأضاف المسؤول: "نؤكد أن هذه العملية تعكس مرحلة ماضية تجاوزناها، ومع التغيرات القانونية والإجرائية الحالية، من غير المناسب تعميم هذا الحدث أو استخدامه لوصف الوضع الراهن، بالنظر إلى اختلاف الظروف والإطارات".
ردود فعل متباينة
أثار الفيديو ردود فعل واسعة على الإنترنت، حيث دعا كثيرون إلى عزل الواسي فورًا من منصبه واصفين الحادثة بـ "الكارثية".
وفي المقابل، دافع البعض عن الإجراءات، مشيرين إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، بينما رأى آخرون أن مثل هذه الإعدامات، خاصة بتهمة الزنا، تتعارض مع مبادئ الشريعة نفسها.
وتعددت الآراء بشأن السياق الأوسع للحادثة، حيث اعتبر البعض أن الأمر قد يكون جزءًا من عملية انتقامية، بينما أشار آخرون إلى أن تعقيدات الحرب تختلف عن ظروف السلم.
من هو شادي الواسي؟
شادي الواسي، وزير العدل السوري الحالي، تم تعيينه في منصبه بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وهو حاصل على شهادة في الشريعة الإسلامية ويواصل دراسة الماجستير في الدراسات الإسلامية والقضائية، وفقًا لمؤسسة الذاكرة السورية.
عمل الواسي كمعلم للدراسات الإسلامية وإمام وقاضٍ شرعي. وكان له دور بارز في تأسيس الهيئة الشرعية في حلب، وتولى عدة مناصب قضائية، من بينها في حكومة الإنقاذ السورية.
وقد تم تعيينه وزيرًا للعدل في يناير 2023، وأُعيد تعيينه في نفس المنصب في الحكومة السورية الجديدة في ديسمبر 2024.
0 تعليق