اليوم .. أفراح الشعر العربي في الشارقة. أكثر من 70 شاعراً وشاعرة من الوطن العربي وإفريقيا في عاصمة ديوان العرب إلى جانب نقّاد القصيدة العربية الجديدة برؤى وأفكار ومناهج بحثية قائمة على الثقافة التاريخية لهذا الديوان العربي الذي هو ديوان الهوية واللغة وجماليات البلاغة وعبقرية المعاني والبيان.
هذه، إذاً، الدورة الحادية والعشرون لمهرجان الشارقة للشعر العربي منذ انطلاق دورته الأولى في إمارة الثقافة والفكر والعلوم في عام 1997، وقرأ في المهرجان عبر نحو ربع قرن من الزمان شعراء عرب حفظت نصوصهم الإبداعية شخصية اللغة العربية وتحوّلاتها البلاغية والجمالية عبر كل هذه الأعوام من الشعر الفصيح القائم على العمود والتفعيلة في إطار الأصول والثوابت الوزنية والموسيقية لهذا الفن العربي الذي يتجدّد ولا خوف عليه بفضل شعرائه ومبدعيه من مختلف الأجيال الشعرية العربية التي تلتقي على حقيقة واحدة وهي معنى الشعر العربي وارتباطه بالشخصية العربية ولغتها وهويتها الفكرية والجمالية.
هذه الدورة من المهرجان لها أهمية قصوى يعرفها جيداً شعراء المهرجان الذين يحتفلون تلقائياً بالمعجم التاريخي للغة العربية الذي أنجزته الشارقة في 127 جزءاً مجلّداً وَمُحرّراً بمنهجية معجمية وبلاغية هي الأولى في تاريخ الثقافة العربية، وثقافة الشعر بشكل خاص.
المهرجان، بهذا التوصيف، هو مهرجان المعجم، ومهرجان شعراء العرب ورفاقهم الشعراء الأفارقة وهم في قلب حدث صدور المعجم الذي هو مرجع لغوي كما هو مرجع شعري في الوقت نفسه، وذلك لكثرة وتعدد الشواهد والأمثلة الشعرية العربية التي تظهر للقارئ حيوية التاريخ الثقافي والبلاغي للكلمة العربية عبر العصور.
من العلامات الجميلة أيضاً في دورة 2025 من مهرجان الشارقة للشعر العربي مشاركة شعراء من السنغال ومالي والنيجر وتشاد في المهرجان بقراءات شعرية موازية لقراءات إخوتهم العرب، والأساس هنا في هذه المشاركة هو عبقرية اللغة العربية التي يكتب بها شعراؤنا الأفارقة، ونحن نعلم جيداً كم يحرص هؤلاء الشعراء الإخوة على العربية، وعلى وزن الشعر وسلامة عروضه وموسيقاه وبلاغته الغنائية، وهو أمر معروف عند الشعراء الأفارقة الذين يكتبون شعراً خليلياً، ويعتبرونه جزءاً مهماً من تكوينهم الثقافي الإفريقي.
المهرجان أيضاً مهرجان تحية وتكريم للفائزين في جوائز عدة يستحقونها بجدارة وهم يواظبون على بناء نصوص أدبية تستند إلى الثقافة والخبرة والمعرفة الجمالية والنقدية، ومن الفائزين نقاد استحقوا التكريم على جهودهم البحثية في نقد الشعر، وفي كتابته بالقوافي الذهبية.
مهرجان الشارقة للشعر العربي اليوم في إمارة الكتاب والمسرح والفنون والنشر وصناعة الكتاب هو مهرجان تفاؤل بالثقافة العربية التي إن تجدّدت وتنوّرت فإنما تتجدد وتتنوّر اعتماداً على ديوان العرب، وديوان شعراء العرب في الشارقة صاحبة المشروع الثقافي الإماراتي العربي العالمي منذ نصف قرن من الزمان.
0 تعليق