ناقشت مجلة "إيكونوميست" في تقرير لها إمكانية استحواذ الولايات المتحدة على جزيرة غرينلاند، معتبرة أن الصفقة المحتملة قد ترقى إلى مستوى صفقات تاريخية مثل شراء لويزيانا من فرنسا عام 1803، وألاسكا من روسيا عام 1867، واللتين اعتُبرتا نجاحات كبيرة في تاريخ الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب ألمح إلى استخدام القوة أو الضغط الاقتصادي لضم غرينلاند، وهي خطوة وصفها التقرير بأنها قد تلحق ضررًا بالغًا بسمعة الولايات المتحدة عالميًا. ودعا التقرير بدلاً من ذلك إلى تبني نهج دبلوماسي يقوم على التفاوض مع سكان غرينلاند، احترامًا لاستقلالهم الذاتي الذي يكفله قانون دانماركي صدر عام 2009، ويمنح الجزيرة الحق في إعلان استقلالها عبر استفتاء.  

قيمة غرينلاند

وقدّر التقرير قيمة الجزيرة بـ50 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو 5% من الإنفاق الدفاعي السنوي للولايات المتحدة، لافتًا إلى أن بيع غرينلاند قد يحقق مكاسب مالية كبيرة لسكانها البالغ عددهم 57 ألف نسمة، حيث يمكن أن يحصل كل فرد على نحو مليون دولار.  

وتتميز غرينلاند بمواردها الطبيعية الهائلة، بما في ذلك المعادن النادرة التي تعتبر حيوية لصناعات التكنولوجيا والطاقة الخضراء، إضافة إلى احتياطات نفطية تُقدر بـ52 مليار برميل. ورغم الناتج المحلي الإجمالي المتواضع البالغ 3 مليارات دولار فقط، يرى التقرير أن استغلال الموارد بفعالية قد يؤدي إلى نمو اقتصادي هائل.  

أهمية إستراتيجية

لا تقتصر جاذبية غرينلاند على مواردها الاقتصادية، بل تشمل أيضًا موقعها الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا، ما يعزز الأمن العسكري الأميركي، خاصة في مراقبة ممرات الغواصات.  

تحديات وإمكانات

وأشار التقرير إلى أن قلة عدد سكان الجزيرة واعتمادها المالي على الدنمارك يشكلان عائقًا أمام تطورها الاقتصادي، كما أن بيئتها القاسية تزيد من تحديات الحوكمة واللوجستيات.

ومع ذلك، يمكن أن تستفيد غرينلاند من بيع طوعي للولايات المتحدة عبر تحسين أنظمتها الإدارية والأمنية وتحقيق الأمن المالي والتنمية لسكانها.  

صفقة القرن

وخلص التقرير إلى أن نجاح هذه الصفقة يعتمد على التخلي عن التهديدات، واعتماد التفاوض لإقناع سكان غرينلاند والدنمارك بجدوى الصفقة.

وأكد أن عملية شراء سلمية قد تحقق رخاء وأمنًا لكل من غرينلاند والولايات المتحدة، ما يجعلها بحق "صفقة القرن".