عهد لبناني مفعم بالأمل - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

بين الإمارات ولبنان تاريخ طويل يحتفظ بشواهد على العلاقات الوطيدة، التي تأسست على روابط الأخوة والمصير المشترك، وقد وقفت الإمارات إلى جانب لبنان في مراحل صعبة في العقود الأخيرة، ومازالت على ذلك العهد الذي جدده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال اتصال هاتفي بالرئيس اللبناني جوزيف عون لتهنئته بانتخابه.
وجاء اتصال صاحب السمو رئيس الدولة بجوزيف عون، في مرحلة حساسة يمر بها لبنان الذي يحاول بدء عهد جديد مفعم بالأمل والطموح. وستواصل الإمارات دعمها السخي لهذا البلد الشقيق، بعد الاتفاق على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارة الإمارات في بيروت، لتؤدي دورها الدبلوماسي والإنساني على الوجه الأكمل.
تطورات لبنان الإيجابية، أخذت تتوالى بعد انتخاب عون رئيساً، وترافقها خطوات عملية بدأت مع زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى دمشق، حيث التقى الإدارة السورية الجديدة التي سيطرت على السلطة هناك بعد أكثر من نصف قرن من حكم الأسد الأب والابن، وهي حقبة شكا فيها لبنان من تدخل سوري «سلبي» في شؤونه، ويريد اليوم بناء علاقات متوازنة وندية بين بلدين شقيقين وجارين، يربطهما تاريخ واحد ومصير مشترك، وقد جاءت زيارة ميقاتي بناء على دعوة وتعهدات من السلطة السورية الجديدة باحترام سيادة لبنان، وبالعمل على حل المشكلات القائمة، وأهمها تأمين الحدود البرية ومكافحة التهريب ومتابعة ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين، وصولاً إلى بناء علاقات على قواعد ثابتة وسليمة.
بالتوازي مع توجه ميقاتي إلى دمشق، أعلن جوزيف عون أن السعودية ستكون أول مقصد له في زياراته الخارجية، وهي خطوة متوقعة وتنسجم مع تداعيات المتغيرات الجديدة على لبنان، الذي يعتزم إعادة رسم خريطة علاقاته الإقليمية والدولية بما يحقق أهدافه ومصالحه، وزيارة عون إلى الرياض، تعني الرغبة في توطيد العلاقة مع الدول الخليجية والعودة إلى العمق العربي باعتباره خيار غالبية اللبنانيين الذين يطمحون إلى النهوض من الكبوات السياسية والاقتصادية والأمنية التي رافقتهم في السنوات الماضية، ويريدون لبناناً آمناً ومزدهراً يحقق الكرامة لشعبه بعيداً عن الوصايات المتعددة الجنسيات التي استنزفت مقدراته وجعلته ضعيفاً ومنتهك السيادة، وقد عانى من ذلك الوضع طويلاً حتى وصل إلى هذه اللحظة، التي يمكن أن تكون تاريخية، إذا تم التعامل معها بواقعية وحكمة وحُسن استشراف.
المشاورات التي سبقت انتخاب عون رئيساً، فتحت أبواب الأمل أمام جميع اللبنانيين، والتعهدات التي أطلقها الرئيس المنتخب بفتح صفحة جديدة وتعزيز سلطة الدولة بحصر السلاح في أجهزتها ونزاهة القضاء ومكافحة الفساد، جاءت نتيجة لتلك المشاورات المتوافق عليها، والتي حظيت بدعم خارجي، وخصوصاً من الولايات المتحدة وفرنسا واللجنة الخماسية، فهذه القوى وضعت شروطها المسبقة، وهي الضامنة بالمساعدة على تحقيق السلم الأهلي وإعادة الإعمار ومساعدة لبنان على حماية أراضيه وسيادته وكرامة شعبه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق