فخ الطموحات - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

في مراحل مختلفة من حياتنا، نطارد أحلامنا كما لو كانت الضوء الذي سيقودنا إلى السعادة والنجاح، نرى في طموحاتنا شغفاً يعطينا القوة للاستمرار، ولكن ماذا يحدث عندما تتحول هذه الطموحات إلى عبء ثقيل؟ كيف نعرف متى أصبح حلمنا طموحاً، غير واقعي يضغط علينا بدلاً من أن يكون دافعاً للإنجاز؟ وكيف نفرق بين الطموح الحقيقي الذي يدفعنا للأمام، وبين الوهم الذي يستهلك طاقتنا ويشوش رؤيتنا؟ الطموح الحقيقي يكمن في الواقعية، الطموح الحقيقي ينطوي على وضع أهداف قابلة للتحقيق والتخطيط للخطوات التي يجب اتخاذها، بينما الوهم هو تلك الأهداف التي نبنيها في رؤوسنا بناء على رغباتنا، دون مراعاة للظروف أو للقدرات الشخصية. قد يكون من المغري أن نتصور حياة مثالية أو نجاحاً فائقاً، ولكن عندما نواجه الواقع، نكتشف أن هذه الأحلام ليست دائماً واقعية أو عملية.
كيف نتعامل مع الطموحات غير الواقعية؟
أولاً، يجب أن نتعلم فن التوازن بين الحلم والواقع، الحلم يمكن أن يكون دافعاً رائعاً، ولكن يجب أن نكون واقعيين في تحديد أهدافنا، عندما نجد أن هدفاً معيناً يتجاوز قدراتنا أو يستهلك طاقاتنا بشكل مبالغ فيه، يجب أن نوقف أنفسنا ونفكر: «هل هذا الهدف يستحق هذا الجهد؟». لا بأس في تعديل الطموحات أو إعادة صياغتها بما يتماشى مع مواردنا وقدراتنا.
ثانياً، يجب أن نتعلم كيفية قبول الفشل كجزء من الرحلة، لا يعني الفشل أننا فشلنا كأشخاص، بل هو جزء طبيعي من عملية التعلم والنمو، قد نشعر بالإحباط عندما لا نحقق أهدافنا فوراً، لكن علينا أن نتذكر أن الطموح لا يتعلق فقط بالوصول إلى النهاية، بل بالرحلة نفسها، النمو الشخصي يأتي من التحديات، وليس فقط من النجاحات الكبيرة.
الفرق بين الطموح الحقيقي والوهم ليس واضحاً في البداية، ولكن عندما نمتلك الشجاعة لمراجعة أهدافنا والاعتراف بتلك التي قد تكون غير واقعية، يمكننا تجنب الوقوع في فخ الوهم.
الطموح الحقيقي هو الذي يبني، ويحفز، ويمنحنا شعوراً بالإنجاز، بينما الوهم يستهلكنا ويزيد من شعورنا بالإحباط، فالحلم يجب أن يكون دافعاً، وليس عبئاً.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق