كنتُ شاهداً على صفحات مضيئة من تاريخ الشارقة، منذ طفولتي في خورفكان، المدينة الساحرة التي أصبحت عنواناً للجمال والتطور بفضل رؤية والدنا وقائدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عشتُ كل لحظة من مسيرة حكمه الممتدة عبر العقود، وكنتُ قريباً من كل إنجاز حققه، ليس فقط على مستوى المدن والمباني، ولكن على مستوى الإنسان نفسه.
كانت هذه السنوات بالنسبة لي ولأبناء الإمارة رحلة ملأى بالحب، العطاء، والإلهام، يقودنا خلالها قائد لا يشبه أحداً.
في خورفكان، رأيت كيف أطل سموه بحب أبوي علينا، يبني لنا المدارس التي أضاءت دروبنا بالعلم، ويعيد تأهيل الطرق والبنية التحتية التي ربطت مدينتنا بمدن الإمارة الأخرى. كنا ننظر إلى مشاريعه، ليس كمجرد حجر فوق حجر، بل كرسالة سامية تهدف إلى تحسين حياتنا. هنا، تمثل الإنجاز الأعظم في بناء الإنسان نفسه، في التعليم الذي رسّخ به قيم المعرفة والإبداع، وفي الفرص التي فتحها لنا كي نصبح أفراداً نافعين لأنفسنا ولمجتمعنا.
لقد كان سموه يؤمن بأن التعليم هو الطريق الأسمى لبناء الإنسان، ولذا رأيناه ينشئ جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية في الشارقة، ومن بعدها جامعات عدة، تلك الحصون العلمية التي كانت دائماً تتحدث عن رؤيته وحبّه للعلم. أما في مجال الثقافة، فكان معارض الكتاب والمهرجانات الأدبية بمثابة نوافذ فتحت عقولنا على العالم، وأكسبتنا فهماً أعمق لهويتنا وتراثنا.
خورفكان، مدينتي الصغيرة، أصبحت اليوم رمزاً من رموز الشارقة المشرقة، بفضل اهتمام سموه بتطويرها، حيث لم يترك زاوية إلا وأضاءها برؤيته وحنانه، لقد أحبنا كأب، فكان أبناؤه من خورفكان وكل مدن الإمارة جزءاً من قصة حب بين قائد وشعب.
وفي ختام هذه الكلمات، أقول: شكراً سيدي صاحب السمو حاكم الشارقة، شكراً لأنك جعلتنا نحلم ونعيش أحلامنا واقعاً، شكراً لأنك بنيت الإنسان قبل أن تبني العمران، محبتك في قلوبنا لا يمكن وصفها، والدعاء لك أقل ما نقدمه، فجزاك الله خيراً عن كل فرد أسهمت في بناء حياته.
الشكر كل الشكر والتقدير لصانع مجد الشارقة وراعي نهضتها.
0 تعليق