خواطر في الشبيبة العربيّة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ما رأيك في تجاذب أطراف الحديث عن مستقبل الشبيبة العربية؟ طريف أن العبارة تعني ألّا نتجاوز أطراف الموضوع، ألا ترى أن عرب العصر الحديث يستخدمون كلمة «حول» حين يتناولون شأناً ما، تقليداً للإنجليزية «أباوت»، لك أن تقول إنها من قبيل مقولة ابن خلدون: «المغلوب يقلّد الغالب».
عند الرجوع إلى كتاب «المقابسات»، لأبي حيان التوحيدي، نرى أكثر من مئة مقابسة كلها تبتدىء بحرف الجرّ «في»، أي في صميم الموضوع، في عمقه، لا «حوله»، كأن القدامى يقولون: ما هو «حول»، لا حول له. أهل زماننا يحومون حول القضايا المصيرية، كأنهم لا يريدون تفصيص التفاصيل.
كأن القلم انجرف بعيداً من بداية الطرح، فانحرف عن جوهر الموضوع، مستقبل الشبيبة في عدد من البلدان العربيّة ذات التنمية المتعثّرة، وأحياناً المتعذّرة، قلق على قلق، وأرق على أرق، كل الدول والشعوب تؤمن بأن بناتها وأبناءها هم أثمن ثروة لديها، هم رأسمالها، هم غدها وأملها وطموحها وعماد وجودها.
كلام جميل وكلام معقول، فهل لديك غير هذا ما تقول؟ بقي أن التسليم بهذه المسألة البديهية، يفضي بنا إلى قضية قنفذيّة شائكة، لدينا خريطة عربية، عليها اثنان وعشرون شعباً عربياً، المأساة هي أن مقادير تداعي أحجار «الدومينو» قضت بتدحرج ثمانية منها خارج منطقة التوازن والأمن والاستقرار والقدرة على التنمية، وبدرجات متفاوتة على سلّم الدمار والانهيار وفشل الدولة والفوضى غير الخلاّقة.
ليس واضحاً مستوى الوعي العربي العام إزاء هذه المآسي المتفاقمة المتنامية، هل أنت واثق من عدد المحيطين العرب بسوء العواقب المصيرية؟ البلدان الثمانية التي تفتقر إلى الأمن والاستقرار والحدّ الأدنى من الأدنى، في التنمية، التي تتنفس تحت الماء، نفوسها يا عزيزي ثمانية وخمسون ومئة مليون نسمة، يعيشون عيشة غير راضية على أكثر من خمسة ملايين كيلومتر مربع.
ألا تستحق هذه المعطيات وقفة تأمّل عند مقبل السنين في شبيبتها؟ كيف سيكون نصيبهم من التربية والتعليم والصحة الجسدية والنفسية؟ ما هي الإمكانات التي ستؤهلهم للتألق في العلوم والمعارف والفكر والآداب والفنون؟ هل سيكونون أسوياء في حلم تشييد بلدان واعدة تنموياً، أم سيتخذهم عتاولة الأرض ذريعةً متجددةً لمكافحة الإرهاب؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الرجائية: إذا نامت مراكز البحوث، فهل تحمل الصحافة الاستقصائية أمانة التحقيق في هذا المجهول التاريخي؟ لا أحد يستطيع ادّعاء أنه في مأمن من الغوائل.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق