مهرجان فن رأس الخيمة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

رأس الخيمة، جلفار، الجزيرة الحمراء، مهابة الجبال وامتداداتها التشكيلية الفطرية، سيرة البحر وحكاياته وبطولات بحّارته، عبق التاريخ في المعيريض، عمامة الثلج البيضاء على رأس جبل جيس، خصوبة المكان والإنسان في خزام.. هنا في هذا الأفق الإماراتي التاريخي تلوح مراكب أحمد بن ماجد، وتنطق بالبلاغة قصائد الماجدي بن ظاهر.
تتكثّف هذه الصور في خاطرك وأنت تتابع النسخة الثالثة عشرة من مهرجان فن رأس الخيمة في الجزيرة الحمراء التراثية.
مكان المهرجان في حدّ ذاته شعري، سواء من حيث الاسم أو من حيث الموقع، حيث شريط الماء موئل للبجع وطيور النورس، وفي الوقت نفسه تتماهى طبيعة الجزيرة مع طبيعة المهرجان. هنا أكثر من ١٠٠ فنان من الوطن العربي ومن العالم يتشاركون في صناعة الجمال والإبداع اللذين يعزّزهما تاريخ رأس الخيمة العريق بجغرافيته ورجاله وسرديات البطولة والفروسية فيه.
مهرجان فن رأس الخيمة يتكامل مع كل عناصر منظومة العمل الثقافي الإماراتي ومفرداته الإنسانية التي تحمل معاني الصداقة والانفتاح على إبداعات وفنون العالم، وتلاقيها هنا في مكان طيّب السيرة والذاكرة.
عشت في رأس الخيمة وعملت مدرّساً في قرية شعم في عام ١٩٨٤، عرفت الجبال ورجالها وشعراءها، عرفت البحر ولغته وشعراءه أيضاً. وما من مكان هنا في رأس الخيمة إلا وينطق بتاريخ الثقافة والأدب والفنون.
أنجبت رأس الخيمة روائيين وشعراء وباحثين في التراث الشعبي والثقافة الشعبية. أنجبت رأس الخيمة مسرحيين وصحفيين وإعلاميين ورسامين ونهّامين ومغنّين، وفي موازاة هذا الصف النخبوي من المثقفين كان البحّارة، والمزارعون، وصناع المراكب والسفن، وأخوة السدر والغاف، ومن صميم روح الأرض وُلِدَ هؤلاء الفنانون والأدباء.
عرفت في رأس الخيمة: الصحفي محمود يوسف، والروائي علي أبو الريش، والشعراء: عبد العزيز جاسم، وعبدالله السبب، وعبدالله الهدية، وأحمد العسم، وثاني السويدي، وسعد جمعة، وجمعة الفيروز. وعرفت الباحث والصحفي عبدالله عبد الرحمن، ونجيب الشامسي، وعبدالله الطابور، والكثير من الأسماء المحفوظة في القلب والذاكرة من رسّامين وفنّانين: يوسف جاسم، على سبيل المثال لا الحصر، الاسم الإبداعي الريادي في تاريخ الموسيقى والغناء في رأس الخيمة.
مهرجان فن رأس الخيمة الذي يستمر إلى ٢٨ فبراير/ شباط الجاري جاءت دورته الثالثة عشرة تحت عنوان «الذاكرة»، وهو بالفعل مهرجان ذاكرة: ذاكرة مكان، وذاكرة إنسان له تاريخ وجذور وأجداد.
من خلال المهرجان نطل على الإبداع الفني العربي، والإبداع العالمي في مكان مُلهم ببيئاته الثلاثة الحافزة أصلاً على الآداب والفنون من البحر إلى البرّ إلى الجبل ضمن متوالية جغرافية تكشف عن طبيعة عبقرية في تشكيلاتها وتنوّعها المتصل بشكل خاص باللون الذي هو أساس كل عمل فني كبير: لون الجبال، ولون الرمل، ولون الماء.
قوس من الأطياف الجمالية المركّبة تحت عنوان عالمي هو: الجمال في الجزيرة الحمراء.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق