مجالس المستقبل العالمية التي تعقد في دبي، إنما تتطلع إلى ترسيخ فهم دولي مشترك للتغيرات المستقبلية في مختلف القطاعات الحيوية، وصولاً إلى تعزيز التعاون وبناء التوجهات المشتركة.
«المجالس» التي كانت ثمرة تعاون بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، يشارك فيها أكثر من 500 من المسؤولين الحكوميين وخبراء القطاع الخاص ومؤسسات من أكثر من 80 دولة يستشرفون المستقبل في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والبيئة والمناخ، والحوكمة، والاقتصاد والمالية، والمجتمع.
دورة العام الحالي لمجالس المستقبل تتميز باستقطاب 70 شخصاً من نخبة الرؤساء التنفيذيين لأبرز الشركات العالمية، الذين سيشاركون رؤاهم حول مستقبل القطاعات ومسارات التنمية التي تحقق الارتقاء بجودة حياة المجتمعات.
محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، لطالما أكد أن دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة جعلت المستقبل وتصميمه وتنفيذه مهمة إماراتية، هدفها الأسمى ازدهار الإنسان، وضمان غدٍ أفضل للأجيال القادمة.
شراكة حكومة الإمارات مع المنتدى، تمتد لأكثر من عقدين من الزمن، وكانت قد انطلقت بكلمة تاريخية ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على منصة المنتدى عام 2002، لتصبح اليوم نموذجاً في العمل المشترك لصناعة فرص المستقبل، وفتح آفاق جديدة في مساراته اقتصادياً وتنموياً.
في الفترة التي سبقت مشاركة سموه بالمنتدى الاقتصادي، كان لديه طموح كبير بدأ يترجمه قولاً وفعلاً في دبي، عندما كان ولياً لعهد الإمارة، وكان من أبزر مشاريع سموه في تلك الفترة إطلاق مدينة دبي للإنترنت، ومدينة دبي للإعلام، ثم في عام 2001 «مشروع جزيرة النخلة» تبعها إطلاق «قرية المعرفة» ثم تأسيس وإنشاء «مدينة دبي الطبية» لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي متميز للرعاية الصحية.
هذه المشاريع الضخمة التي حملها سموه في جعبته لإطلاع العالم عليها في دافوس، كان لها ولغيرها من باكورة التنمية والمشاريع الضخمة التي بدأت تتشكل دور كبير في إبراز اسم دبي، على الخريطة العالمية، إلى أن تبعتها مشاركات أخرى لسموه في المنتدى، عاماً بعد عام، ليحمل معه حلم الإمارات بأكملها.
حلم دبي الذي صدَّره الشيخ محمد بن راشد إلى العالم، منذ أكثر من ربع قرن، أصبح اليوم حقيقة قائمة، وتحول من «حلم دبي»، إلى حلم مدن العالم، لأن تصبح مثل دبي.
وها هي «دانة الدنيا» تستضيف اليوم المئات في مجالس المستقبل العالمية التي انطلقت شراكتها بين حكومة الإمارات و«دافوس»، عام 2008، ليصل إجمالي من شارك بها منذ ذلك اليوم أكثر من 12 ألف مشارك من 100 دولة.
[email protected]
0 تعليق