ينتظر مئات الملايين من المسلمين حول العالم، بفرحة غامرة، قدوم الشهر الفضيل، رمضان المبارك، شهر القرآن والرحمة والأجور العظيمة.
ومن قبل أن يهل هلاله وهم يستعدون ويزينون بيوتهم من الداخل والخارج بإضاءات متنوعة، وشراء مستلزمات غذائية لإعداد الوجبات الرمضانية ذات النكهة الخاصة، بل بعض هذه الوجبات لا يحضّر إلا في شهر رمضان. ومع أن شهر رمضان هو للصيام طوال النهار وذلك أولاً طاعة لله الذي كتب علينا الصيام كما كتبه على الذين من قبلنا، وثانياً لأن هذا الشهر للصيام والتقليل من الطعام للشعور بالفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم، لتجربة معاناتهم جسدياً وشعورياً، إلا أن الملاحظ على البعض عند التسوق في الجمعيات التعاونية أو المحال امتلاء عربات التسوق من المواد الغذائية، وكأن الصيام والامتناع عن الطعام والشراب طوال النهار، إنما يجب أن يعوضا بالإكثار من الطعام في المساء. وهذا من الأخطاء المرتكبة من البعض، وضار لهم صحياً، ولو علموا ما في الصيام طوال النهار وقلة الطعام بالمساء من منفعة روحية وجسدية لما أكثروا من الطعام.
ومن المُلاحظ منذ أول ليلة لدخول هذا الشهر المبارك أن المسلم يشعر بروحانية ومشاعر مختلفة عن الأيام العادية قبل رمضان، فتجد في الوقت بركة وفي الجسد قوة أكثر من الأيام العادية. وأيضاً من بركات شهر رمضان هو لمة العائلة وجميع أفرادها حول مائدة واحدة للإفطار عند آذان المغرب، وتغمرهم مشاعر روحانية موحدة وفرحة بالطعام وبالأجر العظيم بإذن الله، وقد ذكرها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء في «صحيح البخاري»، إذ قال: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ.
والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ.
[email protected]
0 تعليق