التقليد السنوي الذي لم ينقطع يوماً، ولن ينقطع، بإذن الله، في استقبال أصحاب السمو حكام الإمارات للمواطنين والمقيمين، سُنَّة حميدة بكل ما تعني الكلمة من معنى، ففيها التلاقي، وفيها التآخي والتواصل، وكل شيء جميل حث عليه ديننا الحنيف.
أبواب مجالس أصحاب السمو الحكام، مشرعة طوال أيام السنة، وفي شهر رمضان المبارك، تكتسي بحلل إيمانية وروحانية جميلة، تجد فيها الحكام، وأبناء الوطن والمقيمين من شتى بقاع الدنيا في مجلس واحد وعلى طاولة واحدة أو مائدة واحدة.
العادة الجميلة التي ينتظرها جميع أبناء الوطن، ويحاولون بشتى السبل أن يزوروا مجالس الحكام خلال شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى المباركين للسلام عليهم والمباركة لهم، بدأت مع الدولة منذ فجر التأسيس، وكانت هذه أسلوب حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجميع حكام الإمارات، آنذاك، وحتى أن الراحل زايد رحمه الله، كان يوظف هذه المجالس للتفكير بصوت عال مع المواطنين عن فكرة اتحاد الدولة، ومن بعدها المشاريع الكبرى التي كان يتطلع لإقامتها.
المهنئون الذين يقصدون مجالس الحكام يعربون عن خالص تبريكاتهم وتهانيهم لأصحاب السمو حكام الإمارات، بحلول هذه المناسبة الدينية العظيمة على المسلمين جميعاً، ويدعون الله المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على سموهم بموفور الصحة ودوام العافية، وعلى دولة الإمارات بالتقدم والعزة والرفعة، وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير والبركات.
وفي إطار الاهتمام بالشهر الفضيل، تزخر جميع مدن الدولة بالخيام الرمضانية وموائد الرحمن التي تقيمها المؤسسات والمقتدرون من العاملين في القطاع الخاص، لإفطار فئات العمال، وكل من يود الإفطار في خيمة رمضانية.
وإلى جانب هذه السُّنّة الحميدة، نجد في دولتنا عادة علمية دينية أخرى لا تقل أهمية عمن سبقها وهي نابعة من إيلاء القيادة الرشيدة للعلم والعلماء وتقديراً لدورهم في توعية الناس بتعاليم الإسلام، فيصار سنوياً إلى استضافة الشيوخ والعلماء لإحياء أيام الشهر الفضيل، حيث جرت العادة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن تستقبل الدولة عدداً منهم وتستمر هذه العادة حتى يومنا هذا، وما زلنا نستضيف العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة في أبوظبي حتى اليوم. هؤلاء العلماء يقدمون علومهم وخبراتهم في تنمية الإيمان وإصلاح النفوس وإرشادها ليزداد هذا الشهر العظيم في مجتمع الإمارات روحانية ومدارسة للعلم وللذكر وتلاوة القرآن الكريم.
رمضان بكل تفاصيله في الإمارات جميل، والجميع يستعد له بالحب والخير والإقبال على الطاعات.
[email protected]
0 تعليق