الرأي.. - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هل إبداء الرأي جريمة، أن تقول وجهة نظرك في شيء ما بعيداً عن السياسة وتعقيداتها، هادفاً إلى أن يتم تصحيح الأمر ليس إلا؟ قد تكون مخطئاً، لكنك عبّـرت عن رأيك لمصلحة المجتمع والوطن؛ رغبةً ومساهمةً منك في أن تكون البلاد والعباد في أفضل حال ومستوى، طامحاً إلى أن تكون الخدمات بما يليق بفكر الحكومة وتطلعاتها وأهدافها الاستراتيجية.
أليس إبداء الرأي نوعاً من الأمر بالمعروف؟ ألم يُقَل إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية؟ ألمْ يقُل الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب؟ ألم يقُل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ذات حديث: «أهدوا إلينا عيوبنا»، وكان ذلك قمة الوعي لأنه يبحث عن الجودة والإجادة والأفضل، ويعي تماماً أن الزمن يتطور، وما كان يصلح بالأمس لا يصلح لليوم، خصوصاً مع التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل في العالم؟
يا ترى ما الذي يدفع الكثيرين في «السوشيال ميديا» إلى التهجم والتطاول على من يخالفهم الرأي؟ وأقصد هنا الرأي الذي لا يمسّ أحداً أو شخصاً بعينه، يتحدث عن خدمة أو مرفق ما، أو تسهيل يقترحه، والهدف بكل وضوح الرقي بالخدمة أو تطوير العمل وتسهيله، ينبري له الكثيرون ليس بالتوضيح أو نقد الفكرة التي طرحها أو الخدمة التي تحدث عنها أو القصور الذي رأى أنه قصور، بل بالحديث عنه بشكل شخصي يمسّ ذاته وشخصه وشكله، وأحياناً يتمّ التجاوز ليمسّ عمله ووطنيته، قد يكون على خطأ، ومَنْ منا لم يخطئ في حياته بتاتاً؟! ومن قال إننا ملائكة نمشي على الأرض، أو كل ما نقوله أو نفعله صواب؟!
كم هو معيب أن تتحوّل برامج التواصل الاجتماعي إلى منصات للتجريح والشتم والسب، أو التطاول على هذا أو ذاك، دون مراعاة لدين أو أخلاق أو أدب، أو السلوك الاجتماعي السوي!!
ليس كل رأي خطأ وليس كذلك بصواب حتى يدرس، لكنَّ هناك أموراً واضحة، ومن الواجب التطرق إليها؛ خدمةً للمجتمع والوطن والناس، ولمصلحة الجميع دون استثناء.
لو لم تجدْ حكومتنا الرشيدة أن هناك بيروقراطية لما أعلنت عن تصفير البيروقراطية الحكومية، ولو لم يكن هناك رأيٌ بذلك ودراسات لما كان ذلك القرار الجريء الاستراتيجي.
كل رأي يخدم الوطن ويصلح ويطوّر ويرقى بنا يستحق أن نقول له، شكراً وجزاك الله كل خير.

أخبار ذات صلة

0 تعليق