- يعاين الباحث في الأديان والطقوس باري ستيفنسن الرقص الذي تؤديه مجموعة من النحل، والغريب هنا أن الرقم 8 هو الحركة الدائرية أو اللولبية لهذا الرقص الذي ربما يعقب أو يسبق الحصول على وفرة من العسل الذي يتذوّقه الإنسان، كما يتذوّق رقصة حلوة، شرط ألا تكون واحدة من رقصات الدم. يقول ستيفنسن: «يؤدي نحل العسل سلسلة معقّدة من الحركات، هزّات البطن وحركات الأقدام عند العودة إلى الخلية من جني الرحيق، تدور النحلة على شكل رقم ثمانية، بينما تحرّك بطنها للأعلى والأسفل».
- كانت تحية كاريوكا ليست مجرّد ظاهرة رقص في مصر والوطن العربي، بل كانت ظاهرة ثقافية دفعت مفكراً ومثقفاً عالمياً في حجم إدوارد سعيد للكتابة عمّا أسميه هنا خلايا النحل في كينونة هذه المرأة التي ضاعفت من تركيز ذلك العسل الذي يرشح من الفن الشرقي. وهي، على الرغم من أنها ليست نحلة، كانت ترقص على طريقة ثمانية، الدائرة اللولبية.
- أحببت مشية وثياب خورخي لويس بورخيس، وعرفت من رونالد كريست الذي أجرى معه حواراً في عام 1967 أن ملامحه غامضة وصوته غير محدّد، كأنه طنين. مشيته حذرة وفي يده عصا، كما يصفه كريست، يحرك عصاه كأنه يستجلي أماكن المياه الجوفية. كان بورخيس مدير المكتبة الوطنية في الأرجنتين، وحين يدخلها كان يرتدي «البيريه» وسترة صوفية رمادية داكنة معلّقة على كتفيه، بينما سرواله متهدّل على جزمته، وحين يدخل المكتبة يتوقف الجميع عن الكلام. صورة من السهل جداً تحويلها إلى مشهد سينمائي في فيلم بطله أعمى يرى أكثر من نمر.
- في «تاريخ الحب» لمارسيل تينير قرأت معتقدات صينية ضحيتها المرأة، وربما لا تجد في أية ثقافة شرقية أو غربية مثل هذه الفكرة المجنونة عن قدم المرأة التي يجب أن تتشوّه وهي طفلة. يقول تينير إن تشويه أقدام الفتيات يساعدهن في ما بعد في الحصول على زوج، هكذا يعتقد الصينيون، ويرون أن الأقدام المشوّهة هي موطن الفتنة في النساء، وأن المرأة الشريفة العفيفة المهذّبة لا يجب أن تكشف عن قدميها إلاّ أمام زوجها أو سيّدها.
- قرأت عن طائر النار في الفولكلور الرّوسي (موسوعة الأساطير العالمية: صفحة: 318). طائر عجائبي تقول الموسوعة، غير أنني أراه طائراً شعرياً، ولم لا؟ ريشه يبرق مثل الذهب والفضة، وعيناه تومضان من الكريستال، يضيء الليل كما لو أن آلاف المصابيح تضيئها، ويمكن لريشة واحدة من هذا الطائر أن تنير غرفة مظلمة، وعندما يغني تتساقط من منقاره اللآلئ، وغناء طائر النار يشفي المريض، ويعيد البصر إلى الأعمى.
- في روايته «على الحافّة» يرى الكاتب النمساوي هانس بلاتسغومر أن فن القتال يكمن في المقام الأول في تجنّب القتال، ويرى أن القلم أقوى من السيف.
[email protected]
0 تعليق