شيماء المرزوقي
التطور التقني ودخول التقنية بقوة في مختلف مفاصل الحياة البشرية من أهم علامات التطور والتقدم والنمو، الذي نلاحظه في عالم اليوم، وباتت مقومات النجاح، مع كل هذه التقنيات، مختلفة وتتطلب بذل المزيد من الجهود، فالتحديات باتت أكبر، وما يعترضنا من صعوبات مختلف عما كان سائداً في عقود ماضية ومن هنا بتنا نحتاج إلى كل مقومات النجاح، وكل وسيلة، أو طريقة ممكنة. وليس فقط بالذكاء الشخصي، أو التفوق الأكاديمي، أو المهارات الفنية، أو غيرها، نتمكن من تحقيق تلك النجاحات وتجاوز الصعوبات، حيث توجد مهارات أخرى حيوية ومهمة لنا، ومن المهم تعلمها وتعلم استخدامها مع كل المقومات الأخرى للنجاح، حيث يوجد ذكاء يعتبر حاسماً ومهماً في حياتنا سواء أكانت على المستوى الشخصي أو المهني، وله أثر بالغ وكبير، وهو الذكاء العاطفي.
وما يميز مهارة الذكاء العاطفي أنه يمكن تطويرها وتعزيزها، وهذا يمنحنا القدرة على فهم مشاعرنا، والتحكم بها، وكذلك فهم مشاعر الآخرين، والتفاعل معها بشكل إيجابي. بمعنى القدرة على التعرف على عواطفنا داخل أنفسنا، وأيضاً لدى الآخرين، ثم إدارتها بمهارة. وقد قسم بعض علماء النفس الذكاء العاطفي إلى عدة عناصر، منها: الوعي الذاتي، والتحكم بالعواطف، والتعاطف، ومهارات التواصل الفعال. أما من حيث الأهمية فقد قال عنه عالم النفس الدكتور دانييل فولمان، الذي يعتبر من أبرز الباحثين في هذا المجال: «إن الذكاء العاطفي لا يقل أهمية عن الذكاء الأكاديمي في تحقيق النجاح والرضا في الحياة».
وعلى مستوى الدراسات نشرت في مجلة Journal of Organizational Behavior عام 2010، دراسة تحت عنوان: «الذكاء العاطفي والأداء الوظيفي». قاد هذه الدراسة الباحثان فان روي وويز، حيث قاما بتحليل بيانات من عدة مؤسسات لقياس تأثير الذكاء العاطفي على الأداء الوظيفي. وبينا «دور التفاعل بين الذكاء العاطفي والذكاء المعرفي، وأن الموظفين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع يظهرون أداء وظيفياً أفضل وقدرة أعلى على التعامل مع التوتر والصراعات في بيئة العمل. والذكاء العاطفي يسهم بشكل كبير في تحسين العلاقات المهنية وزيادة الإنتاجية». وقد وضع العلماء عدة مجالات لتطوير مهارة الذكاء العاطفي، مثل: التأمل الذاتي، التدرب على التعاطف، إدارة التوتر، التواصل بوضوح، وغيرها من المهارات.
الذكاء العاطفي ليس فطرة أو وراثة، بل مهارة يمكننا جميعاً تطويرها بالتدريب والوعي. وعلى كل مهتم أن يبحث حول هذا الموضوع، وينمي معرفته، ويكتسب هذه المهارة دون تردد.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
0 تعليق