منذ أيام تصدر قرار إلغاء اختبار الإمارات القياسي «إمسات» اهتمام وتفاعل الميدان التربوي بمختلف فئاته، حيث اتخذته وزارة التربية والتعليم أخيراً في اتجاه جديد من شأنه تحسين جودة التعليم، وتطوير مهارات الطلاب، وإعدادهم لمتطلبات سوق العمل الحديثة أكاديمياً ومهارياً ومهنياً.
ولكن لماذا إلغاء «إمسات»؟ وما البديل عنه لقياس مكتسبات الطلبة المعرفية والمهارية؟ وكيف يؤثر على التحاق الطلاب بالجامعات؟ وإلى أي مدى يرتبط بجاهزية المخرجات لسوق العمل ومتطلباته؟
قبل الانخراط في الإجابة عن تلك الأسئلة، ينبغي أن ندرك أن القرار جزء من سياسة شاملة تركز على تيسير الانتقال من التعليم المدرسي إلى الجامعي، وإلغاء «إمسات» يحقق «التكاملية» في السياسات التعليمية بشكل أكبر مع مختلف الجهات، ويُمكّن الطلاب من الانتقال بسلاسة من دون عقبات الامتحانات القياسية الموحدة.
القرار يعد مساراً فاعلاً يواكب الاتجاهات المطورة في التقييم عالمياً، إذ ركزت وزارة التربية على تطوير سياسة تقييم أداء الطلبة في الحلقات كافة، باستخدام أدوات حديثة مثل التقييم القائم على المشاريع، الذي يُطبق للمرة الأولى العام الأكاديمي الجاري، ووضعت الطالب داخل دائرة التقييم الشامل المستدام، للوقوف باستمرار على نقاط قوته والمواضع التي تحتاج إلى تحسين.
وهنا نجد أن إلغاء «إمسات» يتيح فرصاً متنوعة أمام الطلاب لتطوير مهارات قابلة للتطبيق في الحياة العملية، عوضاً عن التركيز على اجتياز الاختبارات المعيارية، فضلاً عن تمكينهم من التعلم العميق واكتساب مهارات متعددة، بدلاً من التحضير لاختبارات «إمسات» التي كانت تمثل عائقًا أمامهم، بالإضافة إلى المرونة التي يحملها الإلغاء في قبولهم الجامعي، بدلًا من الاعتماد على الاختبار القياسي كشرط رئيسي للقبول.
إذا توقفنا مع الجامعات نجد أن القرار يتيح لها مرونة أكبر، لتحديد شروط قبول الطلاب بناءً على احتياجاتها الخاصة، بدلاً من الاعتماد على نتائج اختبار قياسي قد لا يخدم برامجها وتطلعاتها لمخرجاتها، وهنا أصبحت الجامعات قادرة على اعتماد معايير تقييم متنوعة تشمل الأداء الأكاديمي والمهارات العملية، ما يعزز جودة التعليم، ويمنح كل جامعة القدرة على تخصيص معايير القبول التي تناسب أهدافها وطلابها، لاسيما في برامج الطب والهندسة.
في النهاية.. يشكل قرار إلغاء «إمسات» تحولاً جوهرياً جديداً نحو نهج أكثر شمولية ومرونة في النظام التعليمي في الإمارات، إذ يقدم نموذج تقييم شاملاً ومطوراً، يتجاوز مجرد اجتياز الاختبارات، ويُكسب المخرجات مهارات عملية وتطبيقية بدلاً من «النظرية»، ويجسد اتجاهاً مؤثراً يعزز تجربة التعلم، ويقدم دعماً أكاديمياً أكبر للمتعلمين وفق آفاق أوسع.
0 تعليق