يشهد سوق العمل اليوم، تطورات متتالية، ومتطلبات لمهارات نوعية وحديثة، تتواكب مع التطورات التقنية والتكنولوجية، وهو ما يعني الحاجة لتزويد الأطفال بالمهارات اللازمة لمواكبة هذا التطور، وضمان جاهزيتهم لمستقبل سريع التغير، يعتمد على ذكاء الآلة ومهارات غير مألوفة.
ولعل ما نعتبره اليوم تحدياً، مثل النجاح في التعليم، والحصول على الشهادة الأكاديمية، قد يكون مستقبلاً أقل درجة، أو يتوقع أن يكون في مستوى أقل، لأن الحاجة ستكون للمهارات وليس للشهادات.
من هنا تأتي الحاجة، لتعليم أطفالنا عدة مهارات، بالإضافة لتعليمهم المعتاد، هذه المهارات، وهي متطلبات المستقبل، وأطفالنا هم الأكثر حاجة لها، ومن تلك المهارات: تعليم مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، وتعزيز مهارات البرمجة والتقنيات الحديثة، وتعليم اللغات والتواصل متعدد الثقافات، وتشجيع التعلم المستمر والتطوير الذاتي، وتنمية مهارات الذكاء العاطفي، وتعزيز مهارات العمل الجماعي والتعاون، وتشجيع الاستقلالية وتحمل المسؤولية، وغرس القيم الأخلاقية وأهمية المساهمة في المجتمع.
وأتذكر مقولة للعالم الشهير ألبرت أينشتاين، قال فيها: «التعليم هو ما يتبقى بعد أن ينسى الإنسان ما تعلمه في المدرسة». وكما هو واضح، فإن ما يشير له هذا العالم، بأن التعليم المعتمد على المؤسسة التعليمية، قد يُنسى، أما التعليم الحياتي، فهو الذي يبقى ويدوم.
إن إعداد الأطفال لسوق العمل المستقبلي، ليس مجرد مهمة تعليمية، بل هو استثمار في مستقبلهم ومستقبل المجتمع ككل. لذا من الأهمية تزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين، المهارات التي ندرب أطفالنا عليها، ستجعلهم قادرين على تحقيق التميز والإبداع في مجالاتهم. وتبقى مسؤوليتنا تجاههم، ليست فقط توفير التعليم، بل منحهم الأدوات والمهارات التي ستدفعهم للنجاح وتحقيق طموحاتهم بثقة وفاعلية. إننا معنيون بتغذية أطفالنا، بالمهارات اللازمة، وهي المهارات التي سيحتاجونها في المستقبل القريب، بالإضافة للتعليم المعتاد المعروف.
لا يمكن أن نعتبر الحصول على شهادة علمية إنجازاً كافياً، مع أنه إنجاز، لكن المستقبل ممتلئ بالتقنيات والتكنولوجيا وذكاء الآلة، وهناك حاجة لمهارات متماشية مع مثل هذا الواقع، الذي بدأنا نرى ملامحه، وبوادره في الظهور. لذا يجب أن يكون أطفال اليوم مستعدين بالمهارات، تماماً، كما هم مستعدون بالشهادات.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
0 تعليق