مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول لطلبة المدارس، والتي تبدأ من 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وحتى 12 من ديسمبر/كانون الأول، ويتخللها إجازتا يوم الشهيد وعيد الاتحاد، ترفع الأسر درجة استعداداتها للامتحانات بتهيئة البيئة المناسبة لأبنائها داخل المنازل، لإتاحة المجال أمامهم للحصول على أعلى المعدلات في الامتحانات، وبعض الأسر ترفع شعار لا زيارات خلال الامتحانات.
نسبة لا بأس بها من الطلبة، بالذات طلبة المرحلة الثانوية، يفكرون باللجوء إلى الدروس الخصوصية مع اقتراب امتحانات نهاية كل فصل، خاصة وأنهم يجدون من ينتظرهم من المدرسين في مختلف التخصصات الذين يستغلون هذه الفرص لإعطاء الدروس الخصوصية ورفع أسعار هذه الدروس قبيل الامتحانات مقارنة مع الأيام العادية، وبعض المدرسين من رواد الدروس الخصوصية يحولون منازلهم إلى قاعات للدروس الخصوصية.
القطاعات التعليمية المشرفة على المدارس بمختلف فئاتها، سبق وأن قننت موضوع الدروس الخصوصية، وحذرت من تجاوز متطلبات واشتراطات هذه الممارسات حتى لا تتحول إلى استغلال الطلبة وأولياء أمورهم، إلا أن هناك نسبة من المدرسين المتخصصين في بعض المواد التي تلقى رواجاً في موضوع الدروس الخصوصية لا يلتزمون بالضوابط المحددة، ويبادر البعض منهم إلى الترويج لموضوع الدروس الخصوصية خلال فترة ما قبل الامتحانات لتحقيق عائد مادي في الدرجة الأولى.
هذه القضية القديمة الجديدة تتطلب الضرب بيد من حديد على ممارسيها من المدرسين غير الملتزمين بالضوابط المحددة لإعطاء الدروس الخصوصية، لخطورتها على الطلبة الذين يعتمدون بشكل كلي على الدروس الخصوصية، ما يزيد من العبء المادي على أولياء أمورهم، فكثير من هؤلاء الطلبة لا يركزون مع المدرسين في الفصل الدراسي خلال اليوم الدراسي لاعتمادهم الكلي على الدروس الخصوصية. المدارس، بالذات الخاصة التي يعمل فيها مدرسون منتظمون في إعطاء الدروس الخصوصية، تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى، لأنها لم تتخذ الإجراءات المناسبة والكفيلة بمنع مدرسيها من إعطاء الدروس الخصوصية، وأهمها تدني رواتب هؤلاء المدرسين، ما يدفعهم إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي، وأغلبية إدارات المدارس على علم بالمدرسين الذين يعطون دروساً خصوصية خارج أوقات الدوام المدرسي، ولم تتخذ معهم الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً في مستويات الطلبة.
الحديث عن مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الأول، يطرح تساؤلاً على وزارة التربية عن سبب تحديد 27 و 28 نوفمبر الجاري لبدء امتحانات نهاية الفصل، حيث درجت العادة في هذه الأيام على تنظيم احتفالات في المدارس بعيد الاتحاد، وقد تتغيب نسبة كبيرة من الطلبة عن المدارس يوم 29 نوفمبر بحجة الاستعداد للامتحانات، وكان من الأفضل أن تبدأ امتحانات نهاية الفصل بعد الانتهاء من إجازة عيد الاتحاد.
0 تعليق