الأمن البيولوجي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وضعت دولة الإمارات ومنذ تأسيسها التنمية المستدامة في صميم خططها واستراتيجياتها لضمان الازدهار والتطور، وجعلتها وسيلة لعبور معالجات الخلل في النظام البيئي، وكذلك لتعزيزالجهود للوصول لأمن بيولوجي مستدام، والذي يكون بمنزلة نهج استراتيجي متكامل لتحليل وإدارة المخاطرالبيولوجية التي تؤثر في حياة الإنسان والحيوان والنّبات، وما يترتب عليها من تداعيات وأضرار على البيئة، وقد تعاظم الاهتمام بالأمن البيولوجي عالمياً بشكل كبير في الأونة الأخيرة؛ بسبب زيادة مخاطر تفشي الأمراض (أوبئة وجوائح)، والآفات والعوامل البيولوجيه، وإمكانية استخدامها كمُهددات وأسلحة بيولوجيه.
ويهدف الأمن البيولوجي إلى الوقاية من الأوبئة والحدّ من العدوى والسيطرة عليها قبل تفشيها، وحماية الصحة العامة، وذلك بمنع وصول مسببات الأمراض الخطِرة إلى السّكان، وتأمين الزراعة والثروة الحيوانية، من خلال الحفاظ على صحة المحاصيل والحيوانات من الأمراض التي تؤثر في الإنتاجية الغذائية، والتقليل من الأخطار البيولوجية، والتعامل الآمن مع الكائنات المُعدلة وراثياً؛ لمنع تسرّبها وتأثيرها المحتمل في البيئة أو الصحة.
وتشمل استراتيجيات الأمن البيولوجي المُراقبة والرصد وسَنّ التشريعات والسياسات لضبط التعامل مع العوامل البيولوجية الخطِرة، والتدريب والتوعية في مجال الرعاية الصحية والزراعية على التعامل الآمن مع الموارد، ودعم الأبحاث التي تهدف إلى فهم الأمراض وكيفية منعها، ويبقى الأمن البيولوجي جزءاً حيوياً من منظومة الأمن القومي؛ حيث يُسهم في حماية المجتمع من مخاطرالأوبئة والأمراض، وتجنب أضرارها البيئية والاقتصادية الكبيرة.
وكعادتها دائماً كانت دولتنا سباقة بتكوين لجنة وطنية للأمن البيولوجي تُعنى بكافة المواضيع الخاصة بها، وكان من أبرز إنجازاتها إصدار استراتيجية الأمن البيولوجي، والتي يتمّ تحديثها في شكل الإطار الوطني للأمن البيولوجي 2023؛ حيث يهدف إلى حماية أفراد المُجتمع والبيئة والموارد الطبيعية من المخاطر والمُهددات البيولوجية، من خلال تعزيز تكامل الأمن البيولوجي.
وتعززهذه الجهود مساعي الدولة الدؤوبه لتحقيق أعلى مستويات الاستدامة، ومواجهة التحديات والتداعيات ، مثل ما شهدته بعض الدول من أحداث بيولوجية كحادثة الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة 2001، والتي أسفرت عن فقدان في الأرواح وخسائر اقتصادية ومادية كبيرة، وحوادث انتشار مرض (الحمى القلاعية) في بعض الدول الأوروبية، مما أثر في الثروات الحيوانية والبيئية.
وكون الإمارات تتمتع بأهمية إقليمية ودولية متزايدة في مختلف المجالات وتعدّ أحد المراكزالرئيسية العالمية في التجارة، ومعبراً مهماً لنقل الركاب والبضائع، وهذا بدوره يتطلب مواكبة التحكم والسيطرة على الموارد؛ لتبقى دولتنا عصيةً على كل الطامعين والذين يتربصون بها السّوء، ولتبقى قلعة منيعة.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق