محمد إبراهيم
تشكل اختبارات «IGCSE» (الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي)، حجر الزاوية في مسيرة الطلاب في مدارس المنهاج البريطاني، إذ تُمكن الطلاب من الانتقال إلى التعليم الجامعي، عقب تقييم قدراتهم في مختلف المواد الأكاديمية.
وإذا نظرنا إليها بعمق، نجد أنها تمثل مرحلة مهمة لطلبة الصفوف (11-12-13)، إذ تتطلب تأهيلاً أكاديمياً متيناً، يُعينهم على الاجتياز وتحقيق معدلات «مرضية» لبلوغ التعليم الجامعي بسلام، إذ إن دراسة المنهاج البريطاني وحدها لا تكفي لتمكين الطالب من الانتقال للجامعة.
والسؤال هل المدارس توفر تأهيلاً حقيقياً للطلاب؟ وأين نماذج الاختبارات السابقة للتدريب؟ وكيف يدرس الطالب داخل مدرسته، ويبحث في الخارج عمّن يؤهله؟ ولماذا يتحمل الآباء الأعباء المالية لتجهيز أبنائهم للاختبارات؟
رصد الواقع، يؤكد أن فجوة التأهيل واضحة في معظم المدارس، التي تقدّم برامج تأهيلية «متواضعة»، تفتقر إلى الموارد التدريبية الأساسية التي تساعد الطلاب في الاجتياز بتميز، وهنا ينتاب المتعلمين وآباءهم حالةُ قلق وتوتر للبحث عن حلول خارجية للتدريب.
ويشكل عدم توفير المواد والنماذج التدريبية للامتحانات السابقة، أكبر التحديات التي يواجهها الطلاب، ما يضعهم في موقف صعب عند الاستعداد للاختبارات، فالتحضير لا يقتصر على معرفة المادة الدراسية فحسب، بل يتطلب كذلك تدريباً عملياً على نماذج واقعية لفهم طبيعة الأسئلة وآليات التقييم.
وفي محاولة لاحتواء الصعوبات، اضطر طلاب للاشتراك في منصات عالمية تقدم نماذج للامتحانات، ولكنها تشكل عبئاً مالياً كبيراً على الآباء، إذ إن معظمها برسوم مرتفعة تصل إلى 70 دولاراً شهرياً، والاعتماد عليها «منفردة»، يجعل الطلاب في عزلة عن التوجيه المباشر من معلميهم.
وهنا من المهم النظر في مقترحات عملية للارتقاء بتأهيل طلاب المدارس البريطانية، التي يجب عليها أن تضع برامج تدريبية متكاملة تضم نماذج اختبارات متنوعة، يتم توفيرها للطلاب مجاناً أو برسوم رمزية، لتمكينهم من فهم طبيعة الاختبارات، وتقليص حاجاتهم للاشتراكات الخارجية.
ولا مانع من تنظم ورش عمل ودورات تدريبية مكثفة تحت إشراف معلمين متخصصين، للتوجيه وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لاجتياز الاختبارات بكفاءة، كما أن المدارس قادرة على التعاون مع منصات تعليمية عالمية توفر نماذج وأسئلة تدريبية بأسعار مخفضة.
تنوع المصادر التعليمية «مهم»، والاختبارات التجريبية الدورية ضرورة ملحّة، إذ تُمكن المدارس من تقييم الطلاب وتحليل أدائهم، وتقديم الدعم وفق مستوياتهم، وهنا نحتاج لتضافر جهود مكونات مجتمع مدارس المنهاج البريطاني، وإعادة النظر في مسارات تدريب وتأهيل الطلبة لتلك الاختبارات المصيرية، وهذا مجرد اقتراح.
[email protected]
0 تعليق