كل مؤذٍ سيُؤذى «إنها الأيام» - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في بيئات العمل المعاصرة، يلاحظ كثيرون ظاهرة مزعجة، باتت تتكرّر بشكل متزايد، وهي تصرفات بعض الموظفين الذين يتظاهرون بالإنجاز بينما يفتقرون إلى الجدية الحقيقية، هؤلاء الأشخاص لا يكتفون بعدم إضافة قيمة فعلية، بل يلجؤون إلى سرقة جهود الآخرين، ونسب الإنجازات لأنفسهم من دون وجه حق، ما يُهدد بيئة العمل الصحية ويؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وتحطيم معنويات زملائهم، هذه السلوكيات لا تنعكس فقط على المستوى الأخلاقي، بل تسهم أيضاً في خلق جو مشحون بالتوتر والإحباط، ما يدفع المبدعين الحقيقيين إلى فقدان حماسهم للعمل.
إن هؤلاء المتسلقين يعتمدون على استغلال جهود الآخرين لتحقيق نجاحات مزيفة، وعلى الرغم من أنهم يظهرون بمظهر الناجحين، فإنهم في الحقيقة يفتقرون إلى الإبداع والابتكار. بعضهم يتجاوز سرقة الأفكار إلى تشويه سمعة الزملاء، مستخدمين الشائعات والقيل والقال للإساءة إلى سمعتهم، ما يؤدي إلى خلق بيئة عمل مملوءة بالتوتر والصراعات، ويظن هؤلاء أن إسقاط الآخرين هو الطريق الوحيد للتفوّق، غير مدركين أن هذه التصرفات تعود عليهم بالسلب، وتُعرقل مسيرتهم المهنية.
للأسف، انتشرت هذه السلوكيات السلبية بشكل يجعلها قدوة سيئة للبعض، ما يؤدي إلى تفشيها في بيئات العمل، ومع مرور الوقت، يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم معزولين، بعدما دمّروا علاقاتهم المهنية بفعل ممارساتهم غير المسؤولة.
سواء أكنت مديراً أم موظفاً، عليك أن تُدرك أن مثل هذه السلوكيات لن تقود إلى نجاح حقيقي، فبدلاً من الانشغال بتقويض زملائك، ركّز على تطوير مهاراتك، وبناء علاقات إيجابية تسهم في تحقيق أهداف الفريق، وتذكّر دائماً أن العدالة الإلهية قائمة، وأن من يسعى إلى إيذاء الآخرين سيجد من يُعامله بالمثل فكما تدين تُدان، وما تزرعه اليوم ستحصده غداً.
عوضاً عن الانشغال بأمور سلبية لا تُضيف إلى مسيرتك المهنية، يجب على كل موظف أن يركز على تطوير نفسه وإنجاز مهامه، فتضييع الوقت في تشويه سمعة الآخرين لن يؤدي إلا إلى نتائج سلبية على المدى البعيد، والشخص الذي يعتمد على الشائعات لن يحصد سوى سمعة سيئة وتوتر دائم.
وكما يُقال «من زرع حصد»، فالعدالة السماوية لا تغفل عن أفعال البشر. قد يظن البعض أنهم يستطيعون الإفلات من تبعات تصرفاتهم السلبية، لكن الواقع يقول إن كل ما نفعله سيرتد علينا في النهاية، فالعقاب قد يتأخر، لكنه سيأتي لا محالة، ليجد كل من آذى غيره نفسه في مواجهة نتائج أفعاله.
ختاماً، دعونا نتذكر أهمية الأخلاق المهنية والنزاهة في العمل، ونسعى لنكون مثالاً يُحتذى في بيئة العمل، محققين النجاح من خلال التعاون والجدية والإخلاص، وليس على حساب الآخرين. فالنجاح الحقيقي يأتي من الجهد الصادق والعمل الدؤوب، وليس من خلال استغلال الزملاء وتشويه سمعتهم.. وتذكّر دائماً «كل مؤذٍ سيُؤذى»، والعدالة الربانية لا تُخطئ.

أخبار ذات صلة

0 تعليق