شـيماء المـرزوقي
كما هو واضح، فإن هذا العصر الذي نعيشه، سريع التطور، ووتيرة المخترعات التكنولوجية متزايدة، والتقنيات على اختلافها في نمو وتحديث دائم، ومعها نرى تزايداً في التعقيدات سواء على المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو المعرفي، وغيرها. من هنا تظهر الحاجة للاهتمام بالتحديث والتطوير في مختلف المجالات الحياتية، ومن بينها التعليم، بل هو قد يكون أحد أهم المجالات، لأن التعليم هو القاعدة التي من خلالها ننطلق نحو التميز والإبداع، ونحو صناعة التميز ومواكبة حركة العالم في مجالات التكنولوجيا والتقدم الحضاري.
التعليم رافد مهم للنمو البشري ولتحقيق التطلعات، ومعه يصبح من المهم الابتكار، وهو قرار وتوجه وليس خياراً، فالطرق التقليدية المتعارف عليها في التعليم لم تعد كافية، ولم تعد قادرة على تلبية احتياجات الأجيال الجديدة، ومن هنا بات من الأهمية تبني استراتيجيات تعليمية جديدة وحديثة ومبتكرة، تتناسب مع تحديات القرن الحادي والعشرين وتسهم في المعرفة بصناعة التكنولوجيا والبرمجة، وتقدم خيارات متنوعة للدارسين في مجالات حيوية ومهمة، باتت مطلباً ملحاً في سوق العمل.
على سبيل المثال، الحركة التعليمية يجب أن تكون ملبية لاحتياجات المتعلمين، وكما هو معروف، فإن كل طالب يختلف عن الآخر في أسلوب التعلم والسرعة. والابتكار في التعليم، يساعد على تخصيص التجارب التعليمية لتلبية احتياجات كل فرد، ما يعزز من فرص النجاح. كما أنه يعزز التفكير النقدي والإبداع من خلال إدخال أساليب تعليمية جديدة، مثل التعلم القائم على المشاريع، ومن خلاله يتم تشجيع الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات بشكل إبداعي، وهما مهارتان حيويتان في سوق العمل اليوم. ولا ننسى التفاعل والتعاون، وهذا يتحقق من خلال التعلم التعاوني واستخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية، وهو ما يعزز من قدرة الطلاب على العمل معاً وتبادل الأفكار.
وتبقى التحديات أيضاً متعددة ومتنوعة، ولعل أهمها مقاومة التغيير من قبل بعض المعلمين والإدارات، فضلاً عن نقص الموارد المالية اللازمة لتنفيذ تقنيات جديدة، بالإضافة إلى حاجة المعلمين إلى التدريب المستمر لتكييف أساليبهم مع الابتكارات الجديدة.
ومع هذا، لا يمكن إنكار أن الابتكار في التعليم ضرورة ملحة في عصرنا الحالي. ويجب أن نكون مستعدين لتبني هذه التغييرات، ودعم المعلمين والطلاب في رحلتهم نحو تجارب تعليمية أفضل. إن الاستثمار في التعليم المبتكر هو استثمار في مستقبل مزدهر.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
0 تعليق