لماذا الدروس الخصوصية؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشتد مسألة الدروس الخصوصية، وزيادة الطلب عليها مع قرب امتحانات كل فصل، وتجد الأهالي في حيرة من أمرهم لتلبية احتياجات أبنائهم، وتمكينهم من أفضل أداء لتحصيل أفضل العلامات.
أكثر مَن يكتوي بنار الدروس الخصوصية، مَن يعلّمون أبناءهم في مدارس خاصة، وتجد الأمر أقلّ لمن يتعلم أبناؤهم في المدارس الحكومية، وتعدّ هذه الأيام موسماً ذهبياً لنشاط هذا السوق، مدعوماً بعروض مغرية وخصومات كبيرة على أسعار الحصص، لجذب أكبر الطلاب.
رواج ظاهرة الدروس الخصوصية في هذه الفترة من العام يمكن ملاحظتها عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، التي تغصّ بعض صفحاتها بإعلانات الدروس الخصوصية.
أولياء أمور يؤكدون عبر «الخليج» أن التنافس المتزايد بين المعلمين الخصوصيين، سواء بالحضور الواقعي أو التعليم عن بُعد، جعل الدروس الخصوصية خياراً متاحاً يقبل عليه الأهالي بقوة، ولم يعد مجرد خيار إضافي، بل أداة فعالة لتحسين أداء الطلبة في مختلف المواد الدراسية، ودعامة قوية لدعمهم على المستويين التعليمي والمعنوي.
المعلمون من جهتهم يرون أن التنافس المتصاعد في سوق الدروس الخصوصية أمر طبيعي، خاصة بعد التقنين الأخير الذي نظم هذا القطاع وفتح المجال أمام شرائح متنوعة للانخراط في هذا المجال.
الخبراء المختصون في التربية الاجتماعية والأسرية حذروا من خطورة اعتماد الطلبة المفرط على الدروس الخصوصية، مشيرين إلى وجود 10 أضرار رئيسية قد تنعكس سلباً على الطلبة، أبرزها غرس روح الاتكالية والتبعية، وضعف الاعتماد على النفس، وفقدان القدرة على تطبيق أساليب التعلم الذاتي.
كثير من الأهالي باتوا غير قادرين على مواكبة أبنائهم تعليمياً، والسبب هو صعوبة الدروس، وحاجتها لمختصين فعلاً في كل مجال، وأنّ وليّ الأمر لا يستطيع أن يقدّم لولده ما يقدمه المدرس.
لكن المعضلة أن إجمالي الدروس الخصوصية التي يتقاضاها الطالب من قبل معلمين، سواء بشكل مباشر أو عن بعد، قد تساوي تكلفتها ما يدفعه الطالب للمدرسة خلال عام دراسي كامل.
هذه الإشكالية لا بد من إيجاد حلول جذرية لها، وهو ما اضطر بعض الأهالي، وضمن سعيهم للتخفيف من الأعباء المالية المترتبة على دروس أبنائهم، للجوء إلى التعاقد مع مدرسين من خارج الإمارات، لأن التكلفة الخارجية أياً كانت ستكون بالتأكيد أقل من السوق المحلي.
الدروس الخصوصية معضلة كل عام، ولن تنتهي ما دام هناك مدارس خاصة لا تقدم للطلبة كامل حاجاتهم التعليمية داخل الفصل رغم طول اليوم الدراسي، ويجد الأهالي أنفسهم في مأزق استكمال تعليم الأبناء بأي ثمن.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق