تفصلنا أيام قليلة عن احتفالات الإمارات وشعبها والمقيمين على أرضها الطيبة بعيد الاتحاد الثالث والخمسين، مناسبة تتخطى حدود الزمن لتروي حكاية نجاح استثنائية بدأت مع إعلان الاتحاد في عام 1971. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى وطنية، بل محطة للتأمل في الإنجازات النوعية التي عززت مكانة الإمارات كرمز عالمي للتقدم والتنمية.
منذ اللحظة التي أَعلن فيها الآباء المؤسسون، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» قيام اتحاد دولة الإمارات، تجلّى الحلم واضحاً، والطموح شامخاً، وعلى الرغم من البداية المليئة بالتحديات، فإن رؤية القيادة وحكمة المؤسسين نجحت في تحويل الصحراء إلى واحة نابضة بالحياة، تزدهر فيها الفرص ويتحول فيها المستحيل إلى واقع.
لكن ماذا عن العقود الخمسة التي تشكل تاريخ إنجازات الإمارات؟ وكيف تحول الحلم إلى واقع ملموس؟ وإلى أي مدى كانت الإمارات قادرة على تحقيق التوازن والمحافظة على الهوية الوطنية والانفتاح العالمي؟ وأين تعليم الإمارات على الخريطة الإقليمية والعالمية؟
إذا نظرنا إلى العقود الخمسة الماضية، نجد أن الإمارات أحرزت باقتدار تقدماً استثنائياً في شتى المجالات، من التعليم والاقتصاد إلى التكنولوجيا والطاقة المستدامة، لترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة، وما يميزها حقاً يكمن في قدرتها الفريدة على تحقيق التوازن بين الحفاظ على هويتها الوطنية والثقافية والانفتاح على العالم برؤية مستقبلية طموحة.
على الصعيد التعليمي، تتبوأ دولة الإمارات موقع الصدارة إقليمياً بفضل منظومة تعليمية متطورة تركز على إعداد أجيال قادرة على المنافسة عالمياً، وفي الابتكار، أصبحت الإمارات محوراً رئيسياً للتكنولوجيا، حيث تُصنف بين الدول الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء، ونرى ذلك في إطلاق مسبار الأمل وطموحها الممنهج للوصول إلى المريخ، ما يعكس رؤيتها المتقدمة واستراتيجيتها الواقعية لتحقيق إنجازات عالمية.
عيد الاتحاد ال53 ليس مجرد احتفال، بل مناسبة لتجديد قيم الوحدة، والعمل الدؤوب، والطموح الذي لا يعرف المستحيل، وكما قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»: «الثروة ليست في الإمكانات المادية، بل في الرجال الذين يصنعون المستقبل». وفي الإمارات، المستقبل يُبنى كل يوم.
العيد الوطني ذكرى وطنية تعكس روح الاتحاد، وفرصة لتجديد العهد والوعد، وفيه يقف المواطن والمقيم على أرض الإمارات الطيبة، ليعبّر عن حبه وامتنانه لوطن احتضن الجميع.
0 تعليق