هذه الأيام المباركة تحمل عطر عيد الاتحاد وفي طياتها تكمن ذاكرة مفعمة بالصور والمشاهد، والأناشيد تملأ جعبة الوطن ويطوق الأعناق بقلائد اليوم والتاريخ الذي انبثقت فيه الشمس لترخي أهداب الذهب على ترابنا الغالي الذي نفديه بأرواحنا ومُهجنا ونبذل الغالي والنفيس في سبيل علوه ورفعة شأنه.
فعلم الإمارات يرتفع عالياً كأنه النسر، يُقارع النجوم علواً ويتماهى والسماء بهاء، فالإمارات انطلقت برؤية وافية وكافية من المؤسسين رفاق درب المؤسس، لتستمر القافلة تقطف من ثنيات المجد وتنهل من نبوع الخير، متكئة على إرادة النبلاء من قادة البلد الذي منّ الله عليه بقيادة تتلمس حاجة الوطن من عيون أبنائه، فعيدنا سيبقى عيد العالم أجمع لأن الإمارات لم تقف بمعزل عن العالم سواء في أفراحه أو أتراحه، فهي ستبقى حاضرة في إمكاناتها وعطائها الجزيل إيماناً من قيادتنا بأن الخير إذا عمّ ملكت أمتنا زمام قوتها وبقائها وصيرورة عطائها.
فالشتاء الجميل حمل مشعله وحضر بكل أبهته وجماله وتوحد مع بيئة جميلة تزهو بأيامها البديعة، التي أخذت تكبر منذ إنارة وإشعال أول شمعة في الثاني من ديسمبر في هذه الأرض الطيبة حيث بدأت الرحلة المباركة وحققت 53 عاماً من البناء والتعمير، وبكل قوة أثبتت هذه المسيرة وجودها بصورة مشرقة وحضارية، وسريعاً تبدلت تلك الصحراء وفي عمر قياسي لتصبح منارة جميلة يعشقها الجميع من كل حدب وصوب، فكانت وما زالت سبّاقة للخير وفي البناء رائدة وغيرت واقع وماضي الصحراء حتى أصبحت مثالًا جميلاً وبديعاً، في كل شيء لها حضورها في صورة بلد جديد جميل ومتألق في كل شيء.
سيبقى عيد الاتحاد مناسبة وطنية غالية على قلوب أبناء الإمارات حيث سنتذكر اللحظة التاريخية التي توحدت فيها إماراتنا السبع تحت راية واحدة لتشكل اتحاداً قوياً أرسى أسس التنمية والازدهار، فعيد الاتحاد ليس فقط فرصة للاحتفال بالماضي المشرق بل دعوة لمواصلة البناء والعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقاً مُستلهمين من قيم الوحدة والتعاون التي زرعها الآباء المؤسسون.
في هذه الأيام نجدد الولاء والانتماء لوطننا ونعبر عن فخرنا بما تحقق من إنجازات ونتطلع بعزيمة لتحقيق مزيد من النجاحات التي ترفع اسم الإمارات عالياً بين كل الأمم والشعوب لتبقى أيقونة جميلة.
0 تعليق