جهد كبير تبذله حكومة الإمارات لتحقيق رؤيتها الطموحة المتمثلة في تمكين الحكومات من استشراف المستقبل، إدراكاً منها بأن التخطيط المبكر والمرونة في مواجهة التحديات يمثلان أساساً لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة في بناء نموذج حكومي ريادي يرتكز على الابتكار والتعاون الدولي لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة.
جائزة التميز الحكومي العربي، التي أطلقتها حكومة الإمارات عام 2019، بالشراكة مع جامعة الدول العربية، وكرمت أمس الفائزين في دورتها الثالثة، قدّمت مساهمات استثنائية، ولعبت دوراً كبيراً في إحداث تغيير إيجابي في مختلف مستويات العمل الحكومي العربي.
الجائزة أتت انطلاقاً من رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإيمانه بأهمية التعاون بين الحكومات للارتقاء بجودة حياة المجتمعات، وضرورة دعم الحكومات في الدول العربية الشقيقة لمواكبة التطورات والتغيرات التي تفرضها التحولات العالمية على أدوار الحكومات وطبيعة عملها.
منذ إطلاقها ساهمت الجائزة في نشر ثقافة التميز الحكومي، والانتقال بالعمل الحكومي إلى مفاهيم جديدة تتجاوز الأدوار التقليدية، وتعتمد على أسس الابتكار والإبداع، وتشجيع وتعميم النماذج الناجحة والمتميزة.
الجائزة أحدثت حراكاً عربياً فاعلاً في الإدارة الحكومية الهادفة إلى خلق فكر قيادي إيجابي عند الحكومات العربية، ونجحت في إيجاد تنافس إيجابي بين مختلف الجهات الحكومية لترسيخ الجودة والتميز والريادة نهج عمل في الأداء والوصول إلى المستهدفات عبر تطبيق أفضل الممارسات وأحدث المنظومات.
مما لا شك فيه أن الجائزة تترجم رؤية الإمارات، حيث استشراف المستقبل لا يقتصر على التوقع والتخطيط فحسب، بل يشمل بناء القدرات وتطوير الأنظمة التي تضمن استجابة فاعلة للتغيرات، ويظهر هذا الالتزام في مجموعة من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التفكير المستقبلي داخل المؤسسات الحكومية.
تطوير الكفاءات البشرية بدوره يشكل جزءاً أساسياً من هذه الرؤية، حيث تسعى قيادتنا الرشيدة إلى تأهيل كوادر قيادية قادرة على التعامل مع التحديات المستقبلية، عبر برامج تدريب متخصصة، ومنظومات تعليمية متطورة، متخذة من ثقافة الابتكار محوراً رئيسياً لتحقيق هذا الهدف، حيث يتمّ تشجيع الموظفين الحكوميين على التفكير بطرق جديدة ومبتكرة لإيجاد حلول للتحديات.
تمكين الحكومات من استشراف المستقبل يمثل جزءاً من مشروع الإمارات لبناء مستقبل مشرق ومستدام للجميع، حيث يلتقي الطموح مع العمل الدؤوب في إطار رؤية شاملة ومتكاملة.
[email protected]
0 تعليق