وطن التلاحم والقوة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ما أجمل الذكرى! حين تتعلق بأعظم انتصار في تاريخ الوطن، حيث القادة يسطرون ملحمة خالدة، وحدة الوطن والقلب والعقل والشعور، تحققت على يد الراحل الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
لقد اجتمعت إرادة الآباء المؤسسين، طيب الله ثراهم أجمعين، على جمع الشتات، وتوحيد الهمم والإرادة بإقامة دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر(كانون الأول) عام 1971، ذلك اليوم الميمون كان تاريخاً فاصلاً بين أحداث عالمية وإقليمية ومحلية بالغة الصعوبة، بين حاضر مشرق تزهو فيه دولة الإمارات ويرتفع اسمها عالياً في سماء العالم.
لقد كان لقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأثر الكبير في بناء أسس الاتحاد، وترسيخ مسيرته المظفرة، ونحن اليوم في الذكرى الثالثة والخمسين لقيام دولتنا المباركة، نرى ونشهد تلك الإنجازات التي تتواصل كل يوم، بفضل القيادة الحكيمة، خيرُ خلفٍ لخيرِ سلفٍ، وهي إنجازات نقلت الإمارات من مصافّ الدول الناشئة إلى قوة إقليمية لا يمكن إهمالها، أو تجاوزها، فقد عززت الإمارات من مكانتها كدولة رائدة في المنطقة والعالم، وذلك من خلال النهضة الاقتصادية الكبيرة التي حققتها، والمشاريع التنموية والعمرانية والسياحية الضخمة التي أنجزتها.
وكانت دعوة دولة الإمارات للانضمام إلى تجمع «بريكس» الذي يمثل القوى الصاعدة في العالم، دليلاً على المكانة السامية والمستوى الرفيع الذي وصلت إليه، كما دخلت دولة الإمارات في شراكة استراتيجية مع مجموعة «العشرين» التي تمثل أكبر عشرين اقتصاداً في العالم. وهذا يؤكد قوة ومتانة اقتصادها بين اقتصادات الدول الأخرى في المنطقة والعالم. ووفق بيانات صادرة عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فإن التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات خلال الربع الأول من العام 2024، تؤكد قوة ركائز الاقتصاد الوطني ومتانته، وقدرته على النمو المستدام، كما تترجم التزام دولة الإمارات بتعزيز التنويع الاقتصادي والتركيز بشكل أكبر وأوسع على قطاعات اقتصاد المعرفة، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للدولة 430 مليار درهم خلال الربع الأول من العام الحالي، ليسجل نمواً ملحوظاً بنسبة 3.4% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما حقق الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في الربع الأول من هذا العام نمواً بلغ 4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقد تبنّت دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بناء نموذج اقتصادي مبتكر يخدم رؤيتها المستقبلية، واستراتيجيات اقتصادية وطنية فعّالة، ركزت على تعزيز نهج الانفتاح والشراكات وتوسيع مجالات التنويع الاقتصادي، ودعم التحول نحو النموذج الاقتصادي الجديد القائم على التنوع والابتكار. وتعد استراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المعروفة بمشروع 300 مليار، الخطة الأكبر والأشمل لتطوير القطاع الصناعي في الدولة، وتعزيز مساهمته في تحفيز الاقتصاد الوطني.
وتحمل الاستراتيجية اسم «مشروع 300 مليار» انطلاقاً من هدفها النهائي المتمثل في رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم حالياً إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031، ويتوافق البرنامج مع الأولويات الوطنية الرامية إلى بناء اقتصاد مرن قائم على المعرفة والابتكار، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للعلوم والتكنولوجيا.
وتطمح «رؤية الإمارات 2031» إلى امتلاك منظومة تمكين اجتماعية متقدمة ومتكاملة، تطلق قدرات أفراد مجتمع الإمارات، وتسهم في تعزيز روح الترابط والتآخي والتسامح والعطاء. وتمثل دولة الإمارات ممراً أساسياً لمختلف السياسات التي تمس المنطقة العربية بحكم ثقلها وتأثيرها في السياسات الدولية في الشرق والغرب. وقلّما نجحت دولة في تحقيق رضا الجميع، بسبب سياستها المميزة، كما تفعل دولة الإمارات، التي هي نموذج فريد في الساحة الدولية. ووفق تقرير القوة الناعمة العالمي للعام 2024، فقد حلّت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى إقليمياً والعاشرة عالمياً من بين 193 دولة حول العالم يشملها التقرير.
وقال صاحب السمو محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله،: «وجود الإمارات في المرتبة العاشرة في المؤشر العالمي للقوة الناعمة الذي يضم كافة الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة يعكس دورها العالمي كشريك مؤثر وداعم لنمو الاقتصاد العالمي وتعزيز الروابط الدولية». وحققت دولة الإمارات المركز الأول إقليمياً، في تقرير مؤشر التنمية البشرية 2023-2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، متقدمة في الترتيب العالمي بتسعة مراكز مقارنة بتصنيفها في التقرير السابق، وحلّت في المركز السابع عشر عالمياً من بين 193 دولة شملها التقرير. ومن جانب آخر فقد رسخت دولة الإمارات وجودها الفضائي، فبعد إرسال مسبار «الأمل» إلى كوكب المريخ، وبعد إرسال رائد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، أعلنت دولة الإمارات إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى القمر ضمن مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية. وتتبوّأ دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة متميزة بوصفها مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً في مجال إدارة الثروات.
إن دولة الإمارات بقيادة القيادة الحكيمة سوف تواصل تقدمها وازدهارها بما تملكه من إمكانيات كبيرة وما يحمله شعبها من أخلاق مبنية على أساس الحب والاحترام والتقدير لمختلف الشعوب في الأرض.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق