زايد وراشد.. رؤية صنعت الاتحاد - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل أن تتحد دولة الإمارات العربية المتحدة كان ذلك حلماً كبيراً في ذهن القائدين الاستثنائيين، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما.
آمنا بأنّ التكامل هو السبيل لتطوير الإمارات وشعبها، واستطاعا بأفكارهما التنويرية أن يتجاوزا حدود الزمان والمكان، ليُضيئا الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقاً.
وفي منطقة عرقوب السديرة الواقعة بين دبي وأبوظبي، التقى الزعيمان لوضع حجر الأساس لهذا الحلم الكبير، ولم يكن هذا اللقاء اجتماعاً عادياً، بل كان لحظة تاريخية حملت رؤية استراتيجية تجاوزت التحديات الاقتصادية والسياسية، وعزّزت مبدأ الوحدة الوطنية.
لم يكن الطريق إلى التكامل سهلاً؛ وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة تواجه تحديات هائلة، إلا أنّ الزعيمين زايد وراشد أظهرا حكمة استثنائية وإرادة قوية للتغلب على تلك العقبات، داعيين بصبر وإصرار حكام الإمارات المتصالحة إلى الانضمام للاتحاد، وخلق رؤية شاملة لأجيال المستقبل، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الإماراتي والحداثة بين المتطلبات. وكانت النتيجة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، إيذاناً ببدء حقبة جديدة من الوحدة والتقدم.
ولم يكن هذا الاندماج مجرد تحالف سياسي، بل كان نقلة نوعية في فكر القيادة وأسلوب الحكم، حيث تحولت الإمارات من دولة بسيطة تعتمد على الصيد والزراعة إلى دولة حديثة عالمية المستوى في مختلف المجالات.
الإرث الذي تركه الراحلان الشيخ زايد والشيخ راشد لم يتوقف عند الحدود الجغرافية، بل رفع طموحات الإماراتيين، وبفضل الرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم رائدة عالمياً في مجال الفضاء والتكنولوجيا.
واليوم، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أكثر الدول تقدماً في الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والطاقة المتجددة، ما يدل على قدرة الإمارات على تقديم حلول مبتكرة للتحديات العالمية، ما يجعلها نموذجاً للتنمية وستكون دائمة.
ولم يقتصر إرث الشيخ زايد والشيخ راشد على الإنجازات المادية، بل امتد ليشمل القيم والمبادئ الراسخة التي أصبحت أساس انتعاش الإمارات وتطورها، ولم يسعيا في ذلك الوقت إلى بناء الوطن فحسب، بل عملا أيضاً على تعزيز الهوية الوطنية، وتعزيز قيم الوحدة والتضامن.
الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، ليسا مجرد اسمين في صفحات التاريخ، بل هما رمزان للإرادة الصلبة والرؤية الطموحة.. قائدان ألهما شعبهما وحقّقا المستحيل، ليضعا أمتهما في مكانة مرموقة بين الأمم.
اليوم، نقف مرفوعي الرأس أمام العالم، حاملين علم الإمارات بكل فخر، مستذكرين الجهود العظيمة التي بذلها القادة المؤسسون لتحقيق هذا الحلم، وندعو الله أن يرحم الشيخ زايد والشيخ راشد، وأن يجزيهما خير الجزاء على ما قدَّماه من أجل الإمارات وشعبها.

إخترنا لك

0 تعليق