كل الأغنيات التي يتغنّى بها الوجد، وكل الكلمات التي سطرت المجد، كل الحنايا التي امتلكت الحب، وكل قلب جسّد العشق، كل نفس ارتوت من سحر الوطن، وكل إنسان عاش على أرض السعد، كل صغير وكبير احتضنته أكف الخير وكلمة زايد وطموح راشد، كل ما تجلّى في السماء يبرق نجماً مضيئاً يغطي تراب الـ7 إمارات نجم من دعاء امتد من كل بيت وروح أحست بنعمة أن تعيش بأمن وأمان.
كل يوم والأيادي ترتفع في الصلوات «يا رب احمِ الإمارات وارزق من بناها الفردوس، واجزه عنا كل الجزاء وهو تحت التراب»... كل الوطن اليوم يغنّي احتفاء بـ«على بركة الله» كلمة قيلت منذ 53 عاماً وفيها التقى قلب زايد وفكر راشد وامتد عمود الاتحاد متأصلاً في الجذور، ساقياً الوديان وجامعاً الشعوب على أمل واحد ورؤية واحدة هي «الإمارات العربية المتحدة».
يدرك التاريخ قصة زايد وراشد، الأصدقاء الأوفياء الذين كانوا يفكرون بصمت حتى صار الصمت واقعاً، من فكر راشد، طيب الله ثراه، لطموح زايد امتدت الكلمات والرؤى الخيّرة، حين رفع راشد فكرة الاتحاد من داخله لتصل لقلب زايد، ويمضي الصديقان بكل إيمان ويقين ليؤسسا وطناً غدا في الأغنيات أجمل الأهازيج ودستور الإخلاص والعزم بأن الإمارات ستكون درة وتاجاً ورقماً صعباً لا يضاهى ولا يستهان به.
زايد وراشد هما امتداد النية الصادقة والخير الذي كان في قلبيهما، فَروَيا الأرض القاحلة، فكّرا وخطّطا وحلما؛ فصار الحلم يكبر يوماً بعد يوم وإن رحلا. امتد فكرهما لمؤسسي الاتحاد الباقين فكانت قلوبهم مؤدية ومقبلة، وأرواحهم التي رأت في الاتحاد مستقبلا جمعتهم ووحدتهم، ليكونوا درعاً حصينة أمام الأطماع، وجسراً يصل الأخيار، وسداً منيعاً ضد الأعداء ومن لا يرقى لأرض فيها بذور الخير أساس.
رحل زايد، وقبله راشد ومن أسس الاتحاد لكنها الرؤية التي تمتد للسماء حين قال الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الوطن «الاتحاد باق إلى يوم الحشر» هي كلمة قيلت لكن المعنى ثابت والقيمة واضحة والأصل في النية الثبات، فخلدت الأجيال الأفكار وعلى النهج مضوا، وفي قلب كل حديث ترجموا الطموحات لواقع وحضارة وإرث.
في يوم الاتحاد، نباهي الأمم ونسطر الأمجاد في ظل الإنجازات، ونصعد القمم ونحافظ على المبدأ أن الإنسان أصل الشيء واستمراره.
كل عام ووطني بخير.
0 تعليق