عيد الاتحاد الـ 53.. هنا تتجلى صور الاحتفالات العفوية النابعة من القلب.. طفل في التاسعة من عمره، يسأل في أيّ عام نحن من الاتحاد؟ يجيب بسرعة وعفوية فرحاً بمعرفته عمر وطنه الفتي.. مواطن يوزع المأكولات الشعبية صدقةً عن أرواح الشهداء، واحتفاءً باليوم الوطني، وآخر يزيّن قريته التراثية الخاصة، وينظم برنامجاً احتفالياً خصيصاً لهذه المناسبة، والأروع من ذلك المناطق السكنية حين يجتمع سُكانها لتزيين الشوارع والميادين، احتفاءً بفرحة الوطن، وديمومة اتحاده.
تلك الفعاليات العفوية النابعة من القلب، تأثيرها الوطني عميق، وتحرّك المشاعر المعبّرة عن حب الوطن، لتغرسها في كينونة الوجود، نشهدها في تلك الفعاليات الوطنية، في كل تجمّع، في المناطق السكنية التي خصّص أفرادها أماكن خاصة للتجمع والاحتفال، وكذلك النوادي الثقافية الرياضية التي شهدت تواجداً كثيفاً من قبل المواطنين على ساحاتها، وحتى المستشفيات التي لم توقف تقديم خدماتها، وكان احتفالها من ضمن مظاهر تقديم الخدمة، في مشهد جميل ينبض حباً للوطن، ويستذكر فيها القائمون على الاحتفالات جهودَ مؤسِّسي الاتحاد وسنوات البناء، وكيف كانت دولتنا الفتيّة في أولى سنوات الاتحاد، وأين وصلت وأصبحت أيقونة التقدم والتطور والتنمية بشتى مجالاتها.
وفي خضم الاحتفالات، لابد أن يستذكر كلّ فرد منا على أرض دولتنا الحبيبة ماذا قدّم تجاه وطنه، وكيف كان العام حافلاً بالإنجازات التي يزهو بها الجميع، وأخص بالذكر تصفير البيروقراطية، تلك المبادرة التي ساهمت بحراك تفاعلي كبير، وشهدت الخدمات على إثرها نقلة نوعية جراء تطبيقها، اختصرت الزمن وتقدمت الخدمات، في غضون عام كامل، شارك فيها آلاف الموظفين والمسؤولين، وسنحتفل في نهاية العام الجاري بالإنجازات التي تقدمت إثر تطبيقها، وكذلك برنامج نافس الذي أطلق في عام 2021، وشهد نقلة نوعية في عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص، ودخل 81 ألف مواطن ومواطنة فيه.
مثل تلك البرامج والإنجازات الوطنية يحتفي الوطن بكل القائمين على إنجاز تلك المبادرات، التي شهد تطبيقها نقلات نوعية تحتسب في سجل الإنجازات الوطنية، تحت ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة، التي لا تألو جهداً لتحقيق القفزات الفريدة، لينعم جميع أفراد المجتمع بحياة كريمة بهيّة تحت سقف الوطن المعطاء، فهنيئاً لنا تلك الإنجازات، وكل عام ودولتنا الفتية بخير ونماء.
0 تعليق