كلمات العام المنقضي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أحاديثنا وفي ما نكتب نحن لا نفرق، عادة، بين السنة والعام، فلا ننتبه إلى فرق بين أن نقول عام 2024 أو سنة 2024، فالأمر بالنسبة لنا يدور عن المدة الزمنية التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس دورة كاملة تمتد اثني عشر شهراً، أو ما مجموعه 365 يوماً، قبل أن تشرع في دورة جديدة، تستغرق المدة نفسها، لتشكل عاماً تالياً يزيد رقماً واحداً عما سبقه.
لأهل اللغة وعلمائها رأي آخر، مستشهدين في ذلك بالاختلاف في دلالة المفردتين الوارد في آيات القرآن الكريم. وعلى موقع «موضوع» الإلكتروني نطالع أن «السنة كلمة مفردة مؤنثة، جمعها سنين أو سنوات، وتدل على الشدة، والجدب، والشر، والقحط، بدليل وصف العرب للشدة بقولهم، أصابت البلدة سنة»، فيما العام «كلمة مفردة مذكرة، جمعها أعوام، وتدل على الرخاء، والراحة والخير، والرفاهية».
ومن الأدلة قول القرآن الكريم: «تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا»، أي سبع سنين من العمل الشاق، وبذل الجهد، والتعب، ومن ثم قول القرآن: «ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ»، أي عام فيه الفرج من المعاناة، التي مرّ فيها الناس في السنين السبع السابقة.
هل لهذا التفريق بين السنة والعام علاقة بما سنأتي عليه تالياً؟. ليس بالضرورة. ولكننا وجدنا مناسباً الوقوف عنده، والباعث هو أن مؤسسات ثقافية في بعض دول العالم، ومثلها قد تفعل منصات إعلامية، اعتادت أن تختار في نهاية كل عام مفردة تكون وصفة تلائم هذا العام، أو السنة، من وحي ما شهده من أحداث أو محطات فاصلة، وتبعاً لطبيعة الحدث الذي منه سيجري اختيار صفة العام المعني، حكماً مما تركه من أثر طبع ذلك العام، يمكن أن نذهب إلى ما ذهب اليه التفريق اللغوي والقرآني بين السنة والعام، فإذا كان العام غلبت عليه الحروب والفتن وما إليه سيتعين إدراجه ضمن «السنوات العجاف»، أما إذا كانت الصفة نقيضاً فسنعدّه عاماً لا سنة.
حول صفة العام الذي ولجنا شهره الأخير مؤخراً، عام 2024، تفيد الخدمة الصحفية لمعهد بوشكين للغة الروسية أن القائمين على المعهد كانوا حائرين بين عدة كلمات لاختيار إحداها، بينها: «العائلة» و«الذكاء الاصطناعي» و«الانتخابات»، ليجعلوا منها أولى كلمات، أو صفات العام، ويبدو أن معيار الاختيار هو عدد عمليات البحث عن المفردة على الشبكة العنقودية، كمؤشر على أكثر ما جذب الجمهور خلال هذا العام، قبل أن يستقر الرأي على وصف العام ب «عام بوشكين»، نسبة إلى شاعر روسيا الكبير ألكسندر بوشكين، وسيبدو باعثاً على الفضول أن اسم الشاعرهو الذي حظي بالبحث الأكثر عنه، وسط عالمٍ يضج بالحروب والأزمات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق