مع اقتراب عام مليء بالتحديات من الانتهاء، تحديات أثرت على عموم القطاعات الحيوية في الأردن بشكل سلبي، ولا يُستثنى منها القطاع السياحي، الذي يواجه اليوم أزمة حقيقية من تراجع الحجوزات الفندقية وأعداد السياح الوافدين، مع خسارة موسم الأعياد في الشهر الأخير من العام.
قال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات، إنه عند مقارنة أرقام السياحة خلال شهر كانون الثاني الحالي مع العام الماضي، فإن الأرقام متقاربة نتيجة الحرب على قطاع غزة التي بدأت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي.
وحول نسب الإشغال في الفنادق، كشف هلالات أن النسبة لا تصل إلى اليوم في الفنادق إلى 30% في عمان بأحسن الظروف، وفي البحر الميت بحدود 25%، وفي البتراء 10%. مؤكداً أن الظروف جميعها أصبحت صعبة في قطاع الفنادق والسياحة بشكل عام، وأن القطاع يعاني منذ 14 شهراً، وأنه غير قادر على دفع رواتب الموظفين.
وبين أنهم طالبوا الحكومة السابقة والحالية بالوقوف مع القطاع الذي أصبح مدمراً، وأن الحكومة مطالبة اليوم بدعمه في ظل هذه الظروف الصعبة. وأضاف أنهم جلسوا مع وزيرة السياحة والآثار لينا عناب أكثر من مرة، ووعدت بمساعدات. وكانت الفترة الماضية قد شهدت تقسيط المبالغ المستحقة على القطاع من قبل مؤسسة الضمان الاجتماعي دون فوائد، كما أن البنك المركزي أعاد جدولة الأقساط على المقترضين من البنوك بنفس الفائدة والسعر.
وأشار إلى أنه تم الاستغناء عن العديد من العاملين المدربين وأصحاب الخبرات لعدم قدرة القطاع على دفع رواتبهم.
ورغم الركود الذي يشهده القطاع السياحي، يبقى بصيص الأمل لدى وكلاء السياحة والسفر مع حالة الهدوء الحذر في بعض دول الجوار، بأن تنشط الحركة السياحية في مناطق سياحية ومواقع أثرية.
وأشار الناطق الإعلامي لجمعية وكلاء السياحة والسفر الدكتور رافع طاهات إلى أنهم يعلمون جيداً بوجود ركود كبير في السياحة الوافدة نتيجة الأسباب والوضع العام من الحروب المجاورة للأردن، مشيراً إلى أن التحليلات السياسية التي تشهدها المنطقة، وتحديداً الأوضاع في سوريا، قد تنشط السياحة بعض الشيء، لأن ذروة السياحة الوافدة انتهت تقريباً، خاصة فيما يتعلق برأس السنة.
وأشار طاهات إلى أن السياحة داخل الأردن ستكون نشطة بسبب الأوضاع المحيطة في الأردن، وأنه لا بديل للسائح الأردني سوى المناطق السياحية في الأردن، مثل العقبة والبحر الميت. وأضاف أن منطقة البحر الميت تشهد كرنفالاً على مدار ثلاثة شهور، وهذا سيعمل على زيادة الحركة السياحية الداخلية.
أزمة السياحة وصلت إلى حد الاستغناء عن عاملين في القطاع من أصحاب الخبرات، فيما تتعالى الأصوات المطالبة بدعم حكومي وفتح أسواق جديدة وتنوعها. بين التحديات والآمال، يبقى القطاع السياحي في الأردن بحاجة إلى دعم أكبر وجهود مكثفة لاستعادة عافيته. ويبقى السؤال: "هل يمكن أن تكون المواسم القادمة أفضل؟"
0 تعليق