*يصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في قراءته لتاريخ وثقافة المسرح عن وعي سموّه بالقيمة العظيمة في هذا الفن الإنساني الرفيع وهي قيمة الجمال، التي من خلالها، ندرك قيمة الحياة.
يقول سموه: «الحروب التي حاقت بالبشرية منذ قديم العصور، بواعثها مكنونات شريرة لا تقدر الجمال، والجمال المكتمل لا يتوفر في فن من الفنون بقدر ما هو عليه في المسرح، فهو الوعاء الجامع لكل فنون الجمال، ومن لا يتذوّق الجمال، لا يدرك قيمة الحياة..».
* يتساءل المرء أحياناً.. لماذا أُطلق على المسرح وصف «أبو الفنون»، ومن أين جاءت هذه الأبوية السيادية لفن الخشبة والشارة؟.. وهنا إجابة اجتهادية لا أكثر، ففي المسرح نقرأ جماليات النصّ، وجماليات الإخراج، والإضاءة، والموسيقى، وتوزيع الديكور وهو نوع من التشكيل، ونقرأ جماليات جسد الممثل ولياقته الأدائية واللغوية والانفعالية، ربما لذلك، فالمسرح أبو الفنون.
*شيّدت الهيئة العربية للمسرح بالشارقة معماراً كتبياً أو مكتبياً، إن جازت العبارة، أساساته الثقافية المسرحية الإماراتية والعربية والعالمية. هناك مئات العناوين المسرحية صدرت عن الهيئة، من أهمّها كتاب للباحث د.عبد الرحمن بن زيدان أنقل منه هذه الفقرة من كتابه: «الكتابة المسرحية في الإمارات»، إصدارات 2013.
يقول د. ابن زيدان: «.. جاءت بدايات المسرح في دولة الإمارات كتشكل أوّل لزمن التأسيس المسرحي كما يتفق على ذلك جلّ النقاد، وليدة حماس طلاب المدرسة القاسمية في الشارقة عام 1955».
* خزانة الكتب الرائعة التي أوجدتها الهيئة العربية للمسرح هي أيضاً خزانة مصطلحات ومفاهيم ونظريات محورها المسرح. إنها ثقافة مسرحية تخصصية من المهم أن يعرفها ويتوغل في قراءتها الشاعر، والرسام، والروائي، والناقد الأدبي، وحتى المفكر والفيلسوف.. أَلَمْ أقل قبل قليل إن المسرح هو أبو الفنون.
* ثمة في المسرح ضحك، وفيه بكاء. هو في المجمل هتاف الروح، وقد عرف المسرح ظاهرة الضحك مبكراً التي تحولت إلى فن الكوميديا.. يقول د.عبد الواحد بن ياسر في كتابه (عشق المسرح) «إن للكوميديا وظيفة أخلاقية، فهي تمتدح المثل الأعلى، وتعلي من شأنه حين تسخر من نقيضه، وتتهكم على المنحرفين عنه، ولذلك فهي تمثل أداة اصطنعها المجتمع لتأديب أفراده».
* المسرح مدرسة جمال ومنطق وأخلاق. أكاديمية فنون متحركة على خشبة. جامعة لغة وأداء. المسرح معمار من البشر واللغة والموسيقى والألوان.
0 تعليق