أسعار الفائدة والأسواق العقارية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

خلال اجتماعه الأخير بنهاية عام 2024، خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة مرة أخرى بواقع 25 نقطة أساس، ليصل إلى نطاق 4.25% – 4.5%، ويعتبر هذا الخفض الثالث توالياً خلال 2024 ليصل إجمالي التخفيضات في عام 2024 إلى 100 نقطة أساس وتوقعات بتخفيضات أخرى خلال عام 2025.
ربما قد بدأت بوادر الانفراج قريبة جداً بالنسبة للمستثمرين وكبرى الشركات واقتصادات الدول، بزوال التضخم الذي نجم عن فترة الإغلاق، بسبب فيروس «كوفيد 19»في 2020، وتفاقم مع التغيرات الجيوسياسية في العالم واضطراب الأوضاع الأمنية في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، فبعد سلسلة متتالية من الارتفاعات في أسعار الفائدة التي بدأت في مارس 2022، قُدّرت بنحو 11 ارتفاعاً وتثبيتها 5 مرات، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة، بمقدار 100 نقطة، بدأت بنصف نقطة أساس مرة واحدة، إلى نطاق 4.75% و5%، ثم نصف نقطة خلال مرتين متتاليتين لتصل إلى نطاق 4.25-4.5% بدلاً من 5.25% و5.5% سابقاً كأعلى مستوى لها منذ 23 عاماً.
هذا الارتفاع أثّر كثيراً في الأسواق العقارية العالمية. فالصين مثلاً كانت من أكبر المتأثرين بهذا الارتفاع، ما أدى إلى انهيار أرباح وخسارة أكبر المطورين فيها. وفي الولايات المتحدة انخفض الطلب على قروض الإسكان إلى أدنى مستوى له منذ 1995، ووصلت فيه أسعار الفائدة على القروض إلى أكثر من 7% لمدة 30 عاماً.
مع نهاية الربع الأخير من عام 2024، يمكننا القول إن سوق القروض العقارية، بدأ تدريجياً في تنفس الصعداء، بعد مدة طويلة من السياسات النقدية المتشددة التي أثرت فيه، ومن المتوقع أن يشهد انتعاشاً كبيراً خلال عام 2025 وما بعده، تماشياً مع سلسلة الانخفاضات المتتالية المرتقبة لأسعار الفائدة، .
وبالتالي فإن القطاع العقاري سيكون من أكبر المستفيدين من هذه الانخفاضات بعد أن كان من أكبر القطاعات المتأثرة سلباً بسلسلة الارتفاعات الاستثنائية التي سجلتها أسعار الفائدة خلال آخر 3 سنوات.
سيكون الباب مفتوحاً أمام فئة المستثمرين والمشترين الذي يعتمدون بشكل كبير على القروض العقارية في شراء العقارات، ومن المتوقع أن تشهد الأسواق العالمية تعافياً قي الطلب على المساكن بعد تسجيلها تراجعاً كبيراً في هذا الجانب مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بينما سيسجل سوق دبي استمراراً في النمو وتوسعاً في عدد المشاريع، حيث إن عقارات دبي، وبناءً على ما حققته عام 2024 في القيمة الإجمالية، لم يتأثر بشكل كبير من تداعيات ارتفاع أسعار الفائدة، نتيجة توجه المشترين نحو الشراء نقداً، وقوة المحافظ المالية للمستثمرين، ومن المؤكد أن الطلب على العقارات في دبي سيتضاعف خلال السنتين المقبلتين، فعندما تنخفض أسعار الفائدة، تصبح القروض العقارية أقل كلفة، ما يعني أن الأفراد يمكنهم اقتراض مبالغ أكبر بنفس الكلفة الشهرية، وسيؤدي هذا إلى زيادة الطلب على العقارات، خاصة من قبل المشترين لأول مرة، كما سيؤدي الطلب المرتفع غالباً إلى ارتفاع أسعار العقارات مرة أخرى، لكن حسب خبراء السوق سيكون هذا الارتفاع محدوداً ومتباطئاً لا يتجاوز نسبة 10%، ومع ذلك لا أحد يضمن مسار الأسواق العقارية بشكل عام، لأن الطلب ليس هو المتحكم الوحيد في الأسعار، حيث تلعب الأوضاع العالمية السياسية والاقتصادية منها دوراً كبيراً في ذلك.
مع كل الاحتمالات المتوقعة بين الإيجابية والسلبية منها، يعتبر عام 2025 مبدئياً عام تفاؤل لسوق عقارات دبي ولكل من يرغب في دخول هذا السوق من باب الاقتراض البنكي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق