أعلن أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير المدينة المنورة الأمير سلمان بن سلطان، اليوم الإثنين، عن إطلاق تجربة «على خطاه»، التي تحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحبه خلال الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث يهدف الدرب إلى إحياء ذكرى هذا الحدث العظيم من خلال تمكين المستفيدين من تتبع خطى النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته، مع التركيز على الجوانب التاريخية والروحية للهجرة.جاء ذلك خلال حفل تدشين تجربة «على خطاه» الذي أقيم في جبل أحد، بحضور المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) وعدد من الوزراء والمسؤولين من الجهات الحكومية المعنية بهذا المشروع الكبير، وهي: هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة السياحة، والهيئة السعودية للسياحة، ومركز برنامج جودة الحياة، وبرنامج ضيوف الرحمن، وشركة صلة، التي ستساهم في العمل جنباً إلى جنب مع الهيئة العامة للترفيه (GEA)، في إنجاح هذه التجربة التي من شأنها أن تكون وجهة مهمة من الوجهات التي ستصبح مقصداً للسياح من داخل المملكة وخارجها.
وبهذه المناسبة، قال الأمير سلمان بن سلطان في كلمته: «أرحبُ بكمْ في هذه المدينةِ المباركَة، مَهْجَرِ النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، حيثُ أشرَقَ فيها نورُ الهدايةِ، وأضحت مهوى الأفئدةِ وملتقى القلوب».
منذ يوم
منذ يوم
وأضاف: «لقد أكرَم اللهُ هذه البلادَ وأهلَها وقيادتَها بخدمةِ أطهرِ البقاعِ الإسلاميةِ على وجه المعمورة، وتُعدُّ خدمةَ الحرمين الشريفين وعمارتِها من أهم الأولوياتِ التي يتشرّفُ بها ملوكُ هذه البلادِ الطاهرة، وواجبٌ يتفانَوْنَ في أدائه تقربًا إلى الله، وأداءً لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين، واتخذت الدولةُ السعودية كافةَ الجهودِ، وسخّرت جميع الإمكاناتِ بما يوفّر وسائل الراحة والطُّمَأْنينَة لضيوف الرحمن، ومن بين ذلك التوسعاتُ الكبرى للحرمين الشريفين وتطويرِ الخدماتِ بهما وتيسيرِ أداءِ المناسك، وإدارةِ مواسم الحج والعمرة بكفاءةٍ واقتدارٍ بفضل الله».
وأشار في كلمته إلى:«أننا نقفُ اليومَ بجوارِ جبلِ أُحد، ذلك الجبلُ الذي قال عنه النبيُّ الكريم صلى الله عليه وسلم:»هذا جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّهُ«، وفي هذا الجَمعِ المُبارك نستذكرُ رحلةَ الهجرةِ النبويةِ الشريفة، تلك الرحلةُ التي لم تكن مجرَّدَ انتقالٍ جغرافي، بل كانت حدثًا فارقًا في تاريخ الإنسانية».
وتابع قائلاً: «وفي عصرنا الزاهر، بقيادة مولايَ خادمِ الحرمين الشريفين الملكَ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسموِّ سيدي ولي العهد الأمين صاحبَ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهم الله وأيدهم بنصره- نشهدُ مرحلةً فريدةً من العناية بالمدينَتين المقدسَتين، وتطويرِ ما يحيطُ بهما من مواقعَ تاريخية؛ لتعزيز ارتباطِ الزوارِ بالسيرة النبوية العَطِرة، والمساهمةِ في إثراءِ رحلتهم وتعميق تجْربة زيارتهم إلى المملكة العربية السعودية، بما ينسجمُ مع شريعتنا السمحةِ دون إفراطٍ أو تفريط».
وأكد سموه: «إن مشروع تطوير درب الهجرةِ النبوية، يُعد شاهدًا حيًا على ما تُوْليه قيادَتُنا الرشيدة –أيدها الله– من اهتمام بالمواقع التاريخية، حيث يمثل هذا المشروع رؤيةً متكاملةً تتناغم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، للعناية بالمواقع التاريخية المساهمةِ في تعريف الأجيال بقِيَمِ النبي صلى الله عليه وسلم ومنهَجِهِ خلال هجرتهِ الشريفة».
وأشار إلى أن هذا المشروع يمتد على مسافةٍ تتجاوز 470 كيلومتر، ويتيح للزوارِ فرصةً مميزةً لتتبعِ خطواتِ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وزيارةِ المواقع التي ارتبطت بتلك الرحلةِ العظيمة، مستشعرين عبقَ التاريخ ومجدَ الرسالة، كما يُسهم في تقديم تجْرِبةٍ استثنائية لضيوف الرحمن، تجمعُ بين الأثر الإيماني العميقِ للهجرة، وتعكسُ جزءًا من الثقافة الوطنية الأصيلة التي تميّزُ شعب المملكة العربية السعودية.
وأضاف:«نشهدُ في المدينةِ المنورة، وكافةِ أنحاء المملكة، حراكًا فاعلاً بفضل الله أولاً ثم بدعم قيادتنا الرشيدة –أيدَهم الله– في مختلف المجالات، ومن بينها العنايةُ بالمواقعِ التاريخية، حيث يُعد مشروعُ تطويرِ دربِ الهجرة، جزءًا من مشروعات تأهيل وتفعيلِ مواقعِ التاريخِ الإسلامي، والتي تقوم بتنفيذها مختلفُ الجهات الحكومية لتعكسَ جزءًا من رسالةِ المملكة الإنسانية التي تستندُ فيها إلى تعاليمِ ديننا الإسلامي الحنيف، وثقافتِنا العربيةِ العريقة، وقيمنا الإنسانية للدعوة إلى التعايشِ والسلامِ والاعتدال».
وقال : «إن هذه المشاريع الطموحة ليست مجردَ تحسيناتٍ ماديةٍ فقط، بل يمتد أثَرُهَا المعنوي لتكون محوراً أصيلاً في نشرِ وتعزيزِ المفاهيمِ الإنسانية العظيمة، ولتعبرَ عن جزءٍ أصيلٍ من الرسالة الساميةِ في خدمة ضيوف الرحمن والمهتمينَ في تتبعِ التاريخ والتراث، مع التمسكِ بِثَوابتِ ديننا القَويم».
واختم سمو أمير منطقة المدينة المنورة كملته بالثناء على الجهود المباركة والتعاون البنّاء الذي تبذُله مختلف الجهات المعنية لإنجاح هذا المشروع، قائلاً:«الشكر موصول لإمارة منطقة مكةَ المكرمة، ووزارةِ السياحة ووزارة الحج والعمرة، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة وبرنامَجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، والهيئةُ العامةُ للترفيه التي قامت بجهدٍ مميز في إنجاح هذا المشروع، وكلَّ من ساهمَ في تحويلِ هذه الرؤية إلى واقع ملموس، يتماشى مع مكانة المملكة، قلبِ العالم الإسلامي وراعِيةِ مقدساته. وهذه فقط هي البداية، وسيتبعُها – بمشيئة الله – مشاريعٌ وأعمالٌ مستقبلية تدعم حراكَ المدينةِ المنورة في تطوير المواقع التاريخيةِ المرتبطةِ بالسيرة النبوية».
من جهته، قال المستشار تركي آل الشيخ في كلمة له إن: "هذه التجربة التي جرى الإعداد لها منذ وقت مبكر تأتي إبرازًا وتعريفاً بتاريخ المملكة وحضاراتها العريقة التي يوليها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائدنا الملهم، الذي ووفق توجيهاتهم السديدة رعاهم الله، تمت تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها وفقاً لأعلى المعايير العالمية.وكشف آل الشيخ عن تعزيز وترسيخ هذا الإرث الحضري والإسلامي، ليُضاف هذا الإنجاز إلى سلسلة الإنجازات التي يفتخر بها وطننا الغالي.
وأوضح أن مسيرة الدرب الذي سيتم افتتاحه في نوفمبر المقبل ويستمر لمدة ستة أشهر، تم تحديدها بالعودة إلى المصادر التاريخية المعتمدة بالتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة.كما قدم، شكره إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز على الدعم الكبير الذي قدمه سموه في سبيل إنجاح هذا المشروع، مثمناً جهود جميع الجهات الحكومية التي تعتبر شريكة في إنجاح هذه التجربة التي ستكون محط أنظار العالم العربي والإسلامي وستستقطب المسلمين من جميع دول العالم.وبحسب تفاصيل المشروع، تصل مسافة الدرب التاريخي إلى 470 كيلو متراً، متضمنة 41 معلماً تاريخياً، منها خمس مواقع لقصص الهجرة، يقدم فيها محتوى تفاعلي مشوق لزوار الدرب خاص بكل موقع وكل قصة مرتبطة به.وللتيسير على الزوار الذين سيصلون إلى مليون زائر، تم إعداد 62 محطة منها 52 استراحة للخدمات في كل خمس كيلو مترات من الدرب، و8 مخيمات فاخرة للمبيت، ومنطقة رئيسية للمبيت في قباء، تحتوي مراكز للرعاية الطبية وأكثر من 80 مطعماً ومتجراً، ومنطقة الجحفة، التي يوجد فيها أكبر متحف للهجرة النبوية.وروعي في التجارب والأنشطة المصاحبة في كل تفاصيلها أن تمكن الزوار من الشعور بروح الرحلة الأصيلة حيث تعكس الأسلوب التقليدي للسفر في الصحراء، مع وجود تجارب مجموعة من ورش العمل، ومحاكاة للأحداث التاريخية من خلال ميزة تصور الواقع المعزز في عدد من معالم الدرب، بخيارات المشي سيراً على الأقدام في مجموعات أو عبر الإبل، أو من خلال سيارات خاصة.
كما سيتم طرح الباقات في وقت لاحق.وستبدأ تجربة الزائر من منطقة «أسفل مكة» بزيارة غار ثور، وتنتهي بزيارة المسجد النبوي الشريف حيث ستكون مدتها من يومين إلى تسعة أيام مليئة بالمشاعر الإيمانية على خطى أشرف الخلق.وضمن مراسم الحفل، تم التوقيع على اتفاقية بين الجهات المشاركة من أجل الإشراف على هذا المشروع، وهم: هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، والهيئة العامة للترفيه ووزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة، وبرنامج ضيوف الرحمن، ومركز برنامج جودة الحياة، وشركة صلة.
يذكر أن هذا المشروع يأتي امتدادًا لحرص الدولة على تنمية المناطق والمشاعر المقدسة، والمحافظة على المساجد والمواقع التاريخية وتعزيز الهوية الإسلامية، حيث تم إطلاق عددًا من المشاريع التنموية في المنطقة كمشروع رؤى المدينة، إضافةً إلى عدد من المشاريع والتي تهدف إلى تطوير وإثراء تجربة ضيوف الرحمن، كمشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به، ومشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية.
0 تعليق