2025-02-10T20:18:43+00:00
Enable Reading Mode
A- A A+
شفق نيوز/ قد تحصل مفاجآت لا تكون متوقعة أو محسوبة حتى بالنسبة لصناعها في عالم الترف، لتكون أقرب إلى ضربات حظ منها إلى مجرد تصاميم مبتكرة.
نذكر منها على سبيل المثال حقيبة البيركين لدار "هيرميس" والتي وُلدت من لقاء عابر بين الرئيس التنفيذي للدار والنجمة الراحلة جين بيركين، عبرت فيه هذه الأخيرة عن رغبتها في حقيبة عملية. تحققت أمنيتها وحققت الدار ما لم تكن تتوقعه. فالحقيبة لا تزال منجم ذهب ولم يخفت بريقها إلى اليوم.
نفس الشيء يمكن أن يقال عن بنطلون الجينز "ليفايز" وكيف تحول من قطعة تستهدف البروليتاريا من مزارعين وغيرهم إلى قطعة راقية تقدر بمئات الدولارات، وعن المعطف الممطر من "بيربري"، الذي مرَّ على تصميمه للجنود والعساكر أكثر من قرن من الزمن ولا يزال قطعة أساسية في خزانة كل رجل وامرأة، من دون أن ننسى الفستان الأسود الناعم من "شانيل" وجاكيت "البار" من "ديور".
في عالم المجوهرات لا يختلف الأمر. فدار "كارتييه" لا تزال تعتز بأيقونات ولدت منذ عقود مثل ساعة "بانثير" التي لم يؤثر الزمن على جمالها أو مبيعاتها، كذلك "فان كليف أند آربلز" التي تكتشف في كل موسم قوة مجموعتها "الحمرا".
سحرها لم يتوقف أو يخفت منذ صدورها أول مرة في عام 1968 إلى اليوم كتعويذة مستوحاة من براسيم رباعية الأوراق تجلب الحظ السعيد. هي الآن تشهد إقبالاً غير مسبوق من قبل المرأة والرجل على حد سواء. ظهور أميرة ويلز كاثرين ميدلتون بطقم من المجموعة في مناسبات عديدة ارتقى بها وحمّس شريحة كبيرة من الشابات على اقتنائها. بالنسبة للرجل، فإن ظهور نجوم غناء من أمثال عمرو دياب وسعد المجرد ومغني الراب الكندي، درايك بها وغيرهم، استقطب لها شريحة من الزبائن لم تكن في الحسبان عند طرحها أول مرة.
اللافت أنه رغم أن كل الأسماء السابقة تُصدر في كل عام أو موسم مجموعات جديدة لا تقل إبداعاً، فإن هذه الأيقونات تحديداً أكدت أن لها سحراً لا يقاوم أو يُفسّر. قد يكون للتوقيت دور في نجاحها. مجموعة "الحمرا" مثلاً شهدت النور في الستينيات، وهذه حقبة بدأت فيها المرأة تتحرر من قيود عدة، من ضمنها تمردها على إملاءات المجتمع فيما يتعلق بمظهرها، وأيضاً بداية ظهور خط الأزياء الجاهزة.
لم تعد الموضة، أزياء ومجوهرات، تقتصر على الـ"هوت كوتور" وأطقم المجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة والكبيرة للمناسبات الخاصة. أصبحت أكثر ديمقراطية، تتوجه لكل الأعمار والأذواق والمناسبات.
من هذا المنظور، كانت مجموعة "الحمرا" عز الطلب. أتاحت لامرأة ناضجة أن تنسقها مع فستان سهرة، ولفتاة في عُمر الصبا أن تنسقها مع كنزة وبنطلون جينز.
كان من البديهي أن يُشجع نجاح هذه الأيقونات على استغلالها، بتجديدها وإعادة صياغتها لتواكب التطورات والأهواء من جهة وتُحافظ على سحرها من جهة أخرى. في كل الحالات، لا تتغير أساسياتها ويقتصر التغيير على الألوان والخامات والأحجار الكريمة.
"هيرميس" مثلاً تجدد حقيبتها الأيقونية بتطوير الجلود وإضافة تفاصيل طفيفة، ودار "بيربري" باستعمال خامات تتعدى الغاباردين أو الصوف إلى الحرير والجاكار في معاطفها الممطرة، وفستان "شانيل" الناعم لم يعد أسود بالكامل، بعد أن تم تطعيمه بخيوط من الذهب أو الفضة وهكذا.
بالنسبة لـ"فان كليف أند آربلز" فقد أعادت طرح "الحمرا" حديثاً بزخرفة غيوشيه مع درجات العقيق الأزرق، الذي ظهر فيها أول مرة في العام 1989، وحتى عام 2024، جاء محاطاً بحبيبات خرز ذهبية تزيد العقيق الأزرق عُمقاً والتصميم إغراءً.
0 تعليق