- أنور ابراهيم: تعزيز خطاب التسامح والتعددية لمواجهة الفكر الإقصائي
انطلقت صباح اليوم الأربعاء أعمال مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي والمنعقد تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين في العاصمة المنامة تحت عنوان «أمة واحدة ومصير مشترك» وبحضور فضيلة الإمام أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وبمشاركة اكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين.
وأكد الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، أهمية التركيز على المشتركات الكثيرة بين المذاهب الإسلامية، والعمل بكل قوة لترسيخ القيم في الفكر والسلوك، بما يجعل التعايش والتفاهم، والتوافق، والاحترام المتبادل، خيارات ثابتة لا حياد عنها. ورحب بالضيوف المشاركين في هذا المؤتمر، ناقلاً للجميع تحيات جلالة الملك، وحرصه الشخصي على موضوع هذا المؤتمر المبارك، ورسالته النبيلة، وتمنياته له بالتوفيق والنجاح لخدمة الأمة والإنسانية، كما نقل تحيات سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

منذ 23 ساعة

منذ يوم
وقال إنه في ظل التحديات التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم، ينبغي على الحريصين والمخلصين من قادة الأمة وعلمائها ونخبها، أن يوحدوا كلمتهم وصفوفهم، ويُعلوا فيهم مصلحة الجماعة المسلمة بكامل نسيجها الثري، ويعملوا على بناء مستقبلٍ مشرقٍ لأمتهم وأكد على نموذج مملكة البحرين التي حظيت بجغرافيا مميزة، وموقعٍ استراتيجيٍّ مهم، قد رسّخا قيمة التعايش في جذور هويتها؛ إذ كانت عبر العصور ملتقى حضاريًّا لمختلف الحضارات القديمة، ومركزًا حيويًّا لخطوط التجارة والملاحة، مما جعل أهلها منفتحين على التعاطي البنَّاء مع مختلف الأديان.
من جانبه، قال فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن مواجهة التحديات المعاصرة والأزمات المتلاحقة لن يكون إلا من خلال اتحاد إسلامي تُفتح قنوات الاتصال بين كل مكونات الأمة الإسلامية، دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، مع احترام شؤون الدول، وحدودها وسيادتها وأراضيها. وعبرّ شيخ الأزهر خلال كلمته عن شكره لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على تفضله برعاية هذا المؤتمر الحاشد، في ظل الظروف التي تقف فيها الأمة الإسلامية على مفترق طرق.
وأعرب عن تطلعه إلى أن يساهم المؤتمر في تجاوز الصراعات التاريخية والمعاصرة بكل إشكالاتها، وأن يلتقي الجميع بقلوب سليمة وأيد ممدودة ورغبة حقيقية في تجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي، وأن يحذر المسلمون دعاة الفتنة والوقوع في شرك العبث باستقرار الأوطان، واستغلال المذهبية في التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وشق الصفوف بين مواطني الدولة الواحدة لزعزعة استقرارها الأمني والسياسي والمجتمعي واستدل شيخ الأزهر على حاجة الأمة للوحدة، بما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر في ظل ما يثار عن السعي إلى تهجير أهل غزة، مشيدًا بالموقف الموحد والمشرف الذي اتخذته قيادات وشعوب الأمتين العربية والإسلامية في مواجهة ذلك، مؤكدًا أنه موقف مشجع، ويعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامي. وقدم شيخ الأزهر في ختام كلمته اقتراحًا لعلماء الأمة المجتمعين في المؤتمر، وهو وضع «ميثاق» أو «دستور» يمكن تسميه «دستور أهل القبلة» أو«الأخوة الإسلامية».
بدوره أكد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، علىضرورة ترسيخ قيم الوحدة بين الدول الإسلامية، مشددًا على أن هذه الوحدة لا تعني التطابق، بل تستند إلى احترام التنوع وتوظيفه لصالح الأمة الإسلامية. وأوضح أن الطائفية لم تعد مجرد قضية دينية، بل أصبحت أداة سياسية تُستخدم لزعزعة الاستقرار، خاصة في الفضاء الرقمي، حيث يتم تضخيم الخلافات المذهبية وتأجيج النزاعات.
ودعا إلى تبني أخلاقيات الحوار في العالم الرقمي، وتعزيز خطاب التسامح والتعددية لمواجهة الفكر الإقصائي.
كما شدد على أن الدول الإسلامية مطالبة بتنسيق جهودها على المستوى الدولي، وعدم السماح للخلافات السياسية بإضعاف موقفها الجماعي.
0 تعليق