2025-02-22T06:51:15+00:00
Enable Reading Mode
A- A A+
شفق نيوز/ جدد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، يوم السبت، دعم الاقليم الكامل لمشروع طريق التنمية الحيوي في العراق، واصفا هذا المشروع بالخطوة الصحيحة لمستقبل اكثر اشراقا للبلاد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حضوره فعاليات مؤتمر حوار بغداد الدولي بنسخته السابعة، الذي ينظمه المعهد العراقي للحوار تحت شعار "التواصل من أجل التنمية والاستقرار الإقليمي"، ويستضيف عدداً كبيراً من الباحثين والشخصيات المهتمة من العراق والعالم.
وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني في كلمته "إننا في إقليم كوردستان نؤمن دائمًا بأن الاستقرار السياسي والاقتصادي لكل العراق بأكمله هو مصلحة وطنية مشتركة، وأن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق بدون التكامل بين بغداد وأربيل، وكذلك بين العراق ومحيطه من دول المنطقة والعالم".
وأضاف أنه "من هذا المنطلق، نؤكد دعمنا الكامل لهذا لمشروع طريق التنمية الكبير، ونتطلع إلى أن يصبح نموذجًا للتعاون و البناء بين جميع مناطق ومكونات البلاد، من زاخو إلى الفاو، وكذلك بين العراق وشركائه الإقليميين والدوليين".
كما أشار رئيس الاقليم، إلى أن "العراق، بموقعه الجغرافي الاستراتيجي وثرائه بثرواته الطبيعية والبشرية، يتمتع بفرصة كبيرة تؤهله ليصبح مركزًا اقتصاديًا نشطًا وكبيرًا في المنطقة، وكذلك يصبح جسرًا مهمًا يربط الخليج بأوروبا والشرق بالغرب".
واستدرك القول "لكن النجاح في هذا يتطلب توفر عدة أسس رئيسة، منها وجود إطار قانوني واقتصادي متين يشجع دائمًا الاستثمار المحلي والأجنبي للاستمرار، ويوفر بيئة محفزة وجاذبة للاستثمار، ووجود حوار سياسي مسؤول بين الأطراف السياسية ومكونات العراق، يقوم على أساس الشراكة الحقيقية والتفاهم والاتفاق لحل مشاكل البلاد بروح ورؤية وطنية، وكذلك تعزيز المؤسسات الدستورية وترسيخ النظام الفيدرالي بالكامل".
نيجيرفان بارزاني أكد على اهمية "وجود استراتيجية أمنية متينة لضمان استقرار دائم يمنح المستثمرين الثقة والطمأنينة، ويمكنهم من تنفيذ مشاريع كبرى في مختلف مجالات البنية التحتية في جميع القطاعات".
ومضى بالقول إن "تنوع المجتمع العراقي هو قوة وثروة، يستطيع العراق أن يجعل من هذا المشروع فرصة لتجاوز كل الاختلافات القومية والدينية والمذهبية، بل يجعله قوة كبيرة لكل العراق تعزز مكانة البلاد اقتصاديًا وسياسيًا واستراتيجيًا، كما أنه خطوة صحيحة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقًا لكل العراقيين".
وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني "إن دعمنا في إقليم كردستان لهذا المشروع ليس من منظور اقتصادي فحسب، بل من منظور استراتيجي، لأنه في نظرنا خطوة نحو تعزيز مفهوم العراق كدولة فاعلة في الأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي، وقوة اقتصادية مؤثرة في الشرق الأوسط، كذلك يمكن في المستقبل أن يصبح قوة اقتصادية عالمية".
وتابع قائلا "لقد تعلمنا من ماضي العراق أن التنمية والتقدم لا يتحققان إلا في بيئة مستقرة، ولا يمكن فصل استقرار العراق عن استقرار المنطقة، لذا يجب أن يكون تعاملنا ورؤيتنا للتغيرات الجيوسياسية على أساس التوازن والاعتدال والتعاون والمصالح المشتركة"، مؤكدا على "أهمية استمرار نهج الدبلوماسية الفعالة الذي تتبعه الحكومة العراقية لتعزيز علاقاتها".
واعرب نيجيرفان بارزاني في كلمته عن شكره لرئيس مجلس الوزراء السوداني "على جهوده وخطواته في هذا السياق"، مبينا أن السوداني "أثبت هذا أن العراق يمكن أن يكون جسرًا للحوار وليس ساحة للصراع. صحيح أن هناك تحديات، ولكن في نفس الوقت، فإن العراق بثرواته البشرية والطبيعية مليء بالفرص".
ونبّه رئيس اقليم كوردستان "إن نجاحنا يعتمد على قدرتنا في إدارة التعددية والتنوع الداخلي، وتعزيز روح الشراكة، وإرساء أسس الحكم الرشيد، وترسيخ الاستقرار السياسي والاقتصادي"، مؤكدا "نحتاج إلى خطط دائمة وإرادة سياسية جادة وشراكة استراتيجية حكيمة، وهذا المؤتمر خطوة مهمة في هذا الاتجاه".
ووقع كل من العراق وتركيا والإمارات وقطر، في شهر أبريل/نيسان من العام 2024، اتفاقية رباعية بشأن مشروع طريق العراق التنموي أو طريق التنمية.
ويشمل المشروع 1200 كيلومتر من البنية التحتية للسكك الحديدية والطرق السريعة، بدءا من ميناء الفاو في الخليج بمدينة البصرة، وصولا إلى إقليم كوردستان ثم تركيا.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون فيما يتعلق بالمشروع الاستراتيجي، إذ ستعمل الدول الأربع على وضع الأطر اللازمة لتنفيذه، بحسب بيان صادر عن مكتب السوداني.
وتصل ميزانية مشروع طريق التنمية إلى نحو 17 مليار دولار أميركي، منها 6.5 مليارات للطريق السريع و10.5 مليارات لسكة القطار الكهربائي وسيتم إنجازه على 3 مراحل تنتهي الأولى عام 2028 والثانية في 2033 والثالثة في 2050.
ومن المتوقع أن يوفر المشروع نحو 100 ألف فرصة عمل كمرحلة أولى، ومليون فرصة عند انتهاء كامل مراحل الإنجاز.
0 تعليق